الخميس: 02/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

نتنياهو......"مصالحة مزيفة"

نشر بتاريخ: 24/10/2017 ( آخر تحديث: 24/10/2017 الساعة: 17:47 )

الكاتب: د. هاني العقاد

تسير المصالحة الفلسطينية قدما وتتخطي العقبات واحدة بعد الأخرى بجهد مشترك ومتواصل من اجل من اجل ان يستمر هدير قطار المصالحة الذي لا يمكن ان يتوقف ولا يمكن ان يتراجع وواهم من يفكر اننا قد نعود الى ما قبل الثاني من اكتوبر الحالي ذلك اليوم الذي اصبح جدار بين الماضي والحاضر بين مرحلة الانقسام ومسيرة الوحدة عندما الحكومة بكامل وزرائها الى غزة وبدأت مرحلة تسلم الوزارات والهيئات واستمرت الحكومة في عملها لاستكمال توليها باقي الهيئات وصولا الى المعابر والحدود في نهاية الشهر الجاري او اول نوفمبر القادم، بالرغم من كل هذا التقدم الا ان اسرائيل وبعض المرجفين والمستفيدين من حالة الانقسام لم يصدقوا حتى اللحظة ان الانقسام في طريقه للانتهاء والتلاشي وما زالوا يراهنون ان هذه الحالة مؤقته ومنهم اسرائيل التي بدأت من فترة تضع العراقيل امام اتمام هذه المصالحة والوصول لحالة الوحدة الوطنية الفلسطينية الطبيعية والمطلوبة لمواجهة كافة التحديات الدولية والاسرائيلية ومنها تحديات يفرضها الاحتلال الاسرائيلي عبر استمرار العمل على اساس استدامة حالة الانقسام والبناء على ذلك لتنفيذ برامج تتيح لإسرائيل التهرب من الاقرار بالحقوق الفلسطينية واولها انهاء الاحتلال ومنح حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني المحتل.
كان نتنياهو قد القى خطابا عنصريا امام الكنيست الاسرائيلي بمناسبة الدورة الشتوية الجديدة وتحدث لأعضاء الكنيست ومواطني الدولة العبرية عن اوهام اسرائيلية ليست اكثر ولا اقل وحاول ان يصور للعالم ان اسرائيل تريد السلام دون ان يتحدث عن أي خطط للسلام بل انه جعل من اسرائيل طرفا في الانقسام باعتبارها من يجني فوائده وادعي ان ايدي اسرائيل ممدودة للسلام الحقيقي وليس لمصالحة مزيفة بين فتح وحماس وادعى ان اسرائيل لا يمكنها التفاوض مع أي حكومة فلسطينية تكون حماس جزءا منها على اعتبار ان الحركة حسب زعمه تريد وتدعوا لخراب اسرائيل واضاف ان هذا الموقف هو موقف امريكي اسرائيلي مشترك كمحاولة لابتزاز اعتراف شامل بوجود الدولة العبرية من قبل حماس وغير حماس، وقال هذا موقفنا وموقف امريكا المشترك، وكرس نتنياهو حديثة المزيف عن التهديدات الايرانية المزعومة لإسرائيل ومحاولات ايران وضع قدم لها في سوريا وهذا يوحي ان اسرائيل باتت وصية على المنطقة ولها الحق ان تقرر من يبقى في سوريا ومن يغادرها، كما ان نتنياهو واصل محاولاته لتصوير ان اسرائيل دولة غير نووية وان ايران تهدد اسرائيل وليس العكس، نتنياهو يريد ان يصور للعالم ان اسرائيل دولة مسالمة تطلب السلام ودولة تسعي للسلام والفلسطينيين والكل العربي والاسلامي يرفض ذلك ويعيق كل مساعي السلام الحقيقي المبني على حقوق شعوب المنطقة.
نتنياهو توجه لأهالي الجنود الإسرائيليين المختفيين في غزة وقال لعائلات هؤلاء الجنود انه يتكفل بإعادة ابنائهم الى ديارهم دون الحديث عن اكثر من 6500 اسير فلسطيني في السجون الاسرائيلية ودون ان يتحدث عن ان اسرائيل لديها خطة جدية لتسوية هذه القضية في اطار السلام الحقيقي، لا يبدو ان نتنياهو اليوم يفكر بعقلية رجل السلام بقدر ما يفكر بعقلية رجل الحرب والعداء ويتصرف كأنه رئيس وزراء كيان مهدد من كل جانب لا يحتل اراضي الغير ولا يحجز الاف الفلسطينيين في سجون ومعتقلات علنية وسرية ولا يرسل جنوده ليلا الى القرى والمدن الفلسطينية لتقمع المدنيين وتداهم بيوتهم وتعتقل ابناءهم وتروع اطفالهم ونساءهم ويتصرف نتنياهو دون ان يقر ان كيانه كيان محتل يمارس كل الموبقات وكل اشكال الجرائم ضد السكان الفلسطينيين وتهدم قوات جيشه بيوتهم وترحلهم من مدنهم وقراهم وتستولي على اراضيهم تحت مزاعم  امنية واهية وهذا ما حدث مؤخرا عند الاستيلاء على مساحات واسعة من اراضي المواطنين الفلسطينيين في قرية النبي صالح شمال غرب رام الله الواقعة قرب مستوطنة "حلميش" اليهودية.
لا نريد الحديث كثيرا عن سلوكيات هذا الرجل الفاسد المرتشي والكذاب الذي يقود اليوم اكثر حكومة اسرائيلية متطرفة في تاريخ اسرائيل دون ان نتحدث على ما يتوجب علينا كفلسطينيين المضي فيه وهو انجاز المصالحة الفلسطينية بالكامل سواء رغبت اسرائيل او لم ترغب فلا شان لإسرائيل بذلك ولا يعنينا ما تقوله او يقوله رئيس وزراء حكومتها او متطرفيها، لعل الرد الحقيقي على حديث نتنياهو العنصري ان نمضي كفلسطينيين في مصالحتنا الوطنية ونسارع في انجازها وصولا لاستكمال وحدتنا الفلسطينية التي هي بالفعل السلاح الحقيقي في وجه التصعيد والاستيطان والتطرف العبري تجاه كل الحقوق الفلسطينية, ولعل هذا يتطلب من الكل الفلسطيني طي صفحة الانقسام الاسود واعتباره شئيا لم يكن واصبح من الماضي، وهذا يتطلب منا كفلسطينيين ان نسارع لتجهيز جبهتما السياسية الموحدة لنتحدى كل حديث وكل خطط لإسرائيل تريد افساد مسيرة تحررنا واقامة دولتنا الفلسطينية، ولعل ذلك يتطلب انجاز ملف تمكين حكومة الوفاق الوطني واتاحة الفرصة لها كاملة لتفرض حالة الامن الطبيعية وانفاذ القانون في غزة وتنهي في نفس الوقت ازمات غزة التي اعاقت وشلت حياة الناس هناك لأكثر من عشر سنوات حتى الان، كما يتطلب انجاز ملف منظمة التحرير الفلسطينية لتحقيق الهدف الكبير وهو وحدة التمثيل السياسي الفلسطيني ووحدة الموقف واللغة السياسية ووحدة الاستراتيجية النضالية الهادفة لتحقيق المشروع الوطني و وقف جرائم الاحتلال الاسرائيل بحق مقدساتنا وارضنا وشعبنا الفلسطيني.