الأحد: 28/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

ساحات الصراع السياسي!!!

نشر بتاريخ: 04/02/2018 ( آخر تحديث: 04/02/2018 الساعة: 17:48 )

الكاتب: ماهر حسين

خلال مرحلة الطلاب والعمل الطلابي، في ذلك الوقت الجميل كانت الكثير من النقاشات الجادة تدور عن (طبيعة الصراع) في فلسطين وما علاقة الدين بالصراع وكنا نتحاور كذلك عن (وسيلة الصراع ) وهل يمكن حصرهـــا مطلقا بوسيلة واحدة.
نقاشات جــادة وأحيانا حــادة ...لقاءات ممتعة قد تنتهي بطريقة غير ودية ....عمل تطوعي أصيل قائم على الإيمان بحتمية النصر والإستعداد للتضحية ....إنتماء لفكر ولفكرة.
في تلك الأيام لم نكن نتحدث كثيرا عن (ســـاحة الصراع ) فكنا نميل بقناعة تــامة الى كون (ساحة الصراع) الأقوى والأهم بل والوحيدة هي الأرض المحتلة حيث يتحدد مصير الإحتلال.
ولقد وصلنا الى هذا الإستنتاج بعد أن تعددت المراحل التي مرت بهـــا قضيتنا الفلسطينية وتبين للجميع في ذلك الوقت بأن الفعل الفلسطيني الأعظم والأكثر تأثيرا هو الإنتفاضة الفلسطينية الكبرى عام 1987 م.
لست في وارد الحديث هنا عن إيجابيات الإنتفاضة العظيمة والكبيرة أو سلبياتهـــا التي تزايدت في نهاية أيام الإنتفاضة وكادت أن تجعلها عبئا على المواطن.
ولكن ببساطة سر نجاح وعظمة الانتفاضة الفلسطينية الكبرى هو أنها سلمية شعبية وأن سلاحها هو الحجر وليس الصاروخ .
منذ ذلك الوقت توقف الحديث عن مكان الصراع ، ففلسطين هي الساحة الأفضل والأكثر تأثيرا لإدارة الصراع ولإستعادة الحق الفلسطيني ولتحقيق الدولة والوصول الى السلام العادل والشـــامل.
ولكن وبعد أن مرت سنوات طويلة على ذلك الوقت وبعد أن شهٍد الصراع تحولات كبيرة أعقبت إتفاق أوسلو ، أقول بأن هناك تغيرات يجب مراعاتهـــا عند الحديث عن مكان الصراع وساحاته مؤكدا على ان وسيلة واداة الصراع الأهم هي العمل الدبلوماسي الذي نحقق فيه إنتصارات بارزة .
طبعا وقبل أن يتعجل القارئ أقول بأن فلسطين وأرض فلسطين ما زالت ساحة المواجهة ومحـــل الصراع ولهذا فإن الصمود في فلسطين يعتبر هدف أساس لأي قيادة سياسية ويجب العمل على تعزيز بقاء ونجاح وتقدم الفلسطيني علميا وإقتصاديا على أرض وطنه.
كذلك من المطلوب تعزيز الهوية وتعميق الإنتماء لفلسطين وللأمة العربية والمطلوب أيضا هو أن نتسم بالإنفتاح والإيمان المطلق بالديمقراطية التي يجب أن تصبح قيمة نتربى عليها ونتعلمهـــا في مدارسنـــا ونمارسها في حياتنا.
لا يجب أن نستسلم لأي إحباط ولا لأي صعوبات تدفعنا للتطرف والتشدد وحرف الصراع عن مساره ويجب علينا أن نمضي في طريق البناء والتقدم لتكون فلسطين لنـــا بحق.
أما المواجهة فلقد باتت سياسية تماما وإن تطلب الأمر المواجهة في فلسطين لحماية المقدسات والأرض ولتحقيق مطالب فيجب أن يكون هذا النضال وهذه المواجهة شعبية سلمية.
بالنسبة لي وقد يختلف معي الكثير فإن ساحة الصراع الاكثر تأثيرا وأهمية باتت سياسية في الخارج حيث يجب أن يصل صوت الحق الفلسطيني وتأثيره الى أخر الكون .
يجب ان نتحدث للجميع بما فيها (مكازونيا ) ولا أدري ان كتبت الإسم بشكل سليم ام لا ويجب ان نحافظ على ما يمكن من العلاقات مع أمريكا ومن على قاعدة كرامتنا وحقنـــا ولكن هناك أصول للعلاقات وللخلاف فنحن لا نخشى الخلاف مع أمريكا ولكننا ولا نريده أن يتحول الى صراع.
خلافنا مع أمريكا قديم ولكنه تصاعد بفعل قرار ترامب الكارثي الذي كان من الممكن أن يكون مقدمة لتسوية لو كان هناك الخبرة والمعرفة والفهم لحقائق التاريخ لدى هذه الإدارة.
مثلا..
كان من الممكن لترامب الحديث عن (شرقية وغربية ) وكان هذا سيمنح فرصة للحديث عن الشرعية الدولية والقانون الدولي أما ما حصل فهو إنحراف وتبعية أمريكية غير مسبوقة لإسرائيل ستضر بالطرفين الأمريكي والإسرائيلي وستفتح الباب للتطرف وللتشدد الذي لا نريده أبدا.
بالمحصلة ساحات الصراع السياسي تتغير وتتباين ويجب علينا معرفة أفضل الساحات للمواجهة مع الإبقاء على أهمية فلسطين بإعتبارها الوطن والهوية والقضية والحق.