الخميس: 09/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

رسالة لسيادة الرئيس أبومازن... مصداقيتك على المحك .!

نشر بتاريخ: 07/05/2018 ( آخر تحديث: 07/05/2018 الساعة: 17:14 )

الكاتب: منذر ارشيد

بداية أهنئك على نجاحك وفوزك على خصومك وقد قررت وأعلنت ونفذت كل ما تريد بكل جدارة وخرجت بقيادة جديدة تدين لك بالولاء والطاعة ...وهذا ليس مستغربا، فأبو عمار رحمه الله كان كذلك وأسلوبك ليس بعيدا عن أسلوبه بل نفس النمطية التي كان يتبعها في المؤتمرات..
رحم الله أبا عمار الذي رغم أنه كان بكل ما يحمل من صفات قيادية وكرايزما شخصية وعنفوان إلا أنه كان يتصف بشيء من السماحة رغم انه كان مجاملا في كثير من الأحيان يستمع باهتمام حتى يوحي اليك أنه أخذ برأيك، وينفذ ما برأسه ويحظى بتصفيق وبتوافق الجميع حتى من خالفه.
كان شديداً عنيداً يرفض النقد خاصة إذا كان مواجهة وامام الناس، فيفور ويثور حتى وإن لزم الأمر يضرب أو يغمز مرافقيه فيؤدبوا الناقد الغلبان ..!
ورغم ذلك كنت من أوائل من يواجهونه بكل شجاعة وأقول له ... لا تأخذنا بالتخويف والترهيب خذ حق وأعطي حق.
وفي مرة كنا مجموعة من العسكريين وكان رحمه الله غاضبا لأننا تصرفنا بدون أوامره فغضب غضبا شديدا، وهاج وماج وصرخ ونعتنا بصفة قبيحة، وقال ( يا ............ وقفت وقلت له متسائلاً ..هل نحن كذلك ...!؟
فقال يتودد أسكت وحاول أن يغير الاتجاه بمزحة وهو يبتسم وقال انت عارفين اخوكم ده الفيلسوف عامل نفسه مش فاهم علي ويعني إنه هو الوحيد الي عنده كرامة وضحك ونظر الي نظرة تحبب محاولا إسكاتي وهو يقول وبعدين معاك بمعنى ( فوتها ).
..فقلت له.. والله يا ختيار جئناك من بيوت أهلنا أشراف أطهار.. إذا إحنا "....." الان بنظرك ... صرنا كذلك عندك ..وما تنسى إنك قائدنا ..
هل تعلم ماذا قال لي بعدها ... !
احتضنني وقال...كده إنت غلبتني واعتذر للجميع .. هذه الحادثة في عام 69 وتكررت شبيهة لها عام 91 ووقفت له نفس الموقف ... واعتذر
أعتقد أن رسالتي الأولى هنا قد وصلتك ...

سيادة الرئيس أبو مازن إسمح الي أن أصدقك القول..
أنت ميخذها سداح مداح والي مش عاجبه يرتاح
بصراحة أنت شجاع ومش سائل عن أحد حتى ترامب قلت له ( يخرب بيتك )
وهذا شيء جيد لقائد ورئيس لأنه لا يجوز أن يكون مترددا بل متقدما وخارقا لكل ما يعترضه من عوائق.
لست بصدد الحديث عن السياسة وما وصلت له الحالة الفلسطينية بالرغم من أن الموقف الواضح يشير على موقفكم الصلب في وجه المؤامرة الترامبية
(صفقة القرن ) وهو موقف يسجل لك ولا أحد يمكنه المزاودة عليك.
أتحدث هنا حصريا بالوضع الداخلي الإداري فقط
الحقيقة وانا مبهور بنهجك وأسلوبك العجيب الغريب الذي ينم عن دكتاتورية مفرطة ..
ربما فرضتها الظروف خاصة بعد التسيب الذي كان بسبب التراخي والديمقراطية الزائفة ... !
ماذا نقول ومعظم الناس يسبحون بحمدك حتى لو كنت جافا قاسيا لا تعطي أحدا قيمة ولا وزناً وتسخر منهم وتضعهم احيانا مضربا للأمثال ...!
وأحمد الله أني بعيد عنك بعد المشرقين لأني والله الذي لاإله إلا هو لا أقبل كلمة فيها نوع من الظلم أو الإذلال ليس لي فقط بل للناس ولربما أثور لغيري أكثر مما اثور لنفسي وهذا منصوص وموثق عند أصحاب المعرفة والشأن.
في المجلس الوطني وقبله في المؤتمر السادس وبعده في أي لقاء مباشر شاهد العالم طريقتك واسلوبك في الحديث مع إخوانك القادة
وثقافتك الخطابية وما توحي خلالها من رسائل ترسلها للجميع كل في موقعه
( أنا هكذا واللي مش عاجبه يبلط البحر ) أو ( الباب يفوت جمل )

ربما الظروف الموضوعية تحتم عليك أن تكون هكذا وإلا لما استمريت بقيادة السفينة التي تتلاطم مع العواصف العاتية، ولكن وبعد أن أخذت ما تريد ونفذت ما يدور في رأسك...أليس من حق شعبك عليك أن تعطيهم بعض ما يمكنهم من الاستمرار بالحياة.. وغزة هي من ضمن سلطاتك بغض النظر أن حماس تسيطر عليها .!
صحيح أن حماس ضاربة بعرض الحائط بكل شيء وهي ما زالت تماطل وتماحك لعل وعسى تكسب وتعيد هيمنها على الوضع هذا طبعا ليس بوجودك ويتمنون أن يستفيقوا ولا يجدونك .
وهم يدركون أن لك محبين كما لك كارهين على اعتبار أنهم الأنبياء والملائكة الذين أجمع عليهم الناس نتيجة إنسانيتهم وطهارتهم وعدلهم ولا يدركون أن لهم كارهون حتى أن الكثير من الناس كروا التدين لأجلهم ..

الان لنتحدث بوضوح ...
ما جرى خلال الأشهر السابقة كان الظلم بعينه
فما ذنب الشعب الذي وقع بين المطرقة والسنديان في غزة
ما ذنب أبناء السلطة وموظفيها الذين لا يعترفون إلا بك على اعتبار أنك الشرعية.!
ما ذنب الفتحاويين الذين تضرروا جراء الإنقسام أكثر ما تضررتم أنتم كسلطة
ما ذنبهم حتى يقال لهم ... خلي حماس تحمل الجمل بما حمل وتصرف عليكم ما دامت مصرة على عدم تمكين الحكومة ..!
وهل يمكن أن يكون هذا لو أن أحدا خطف أبناءك ..!
فتقول له ..أنفق عليهم وأطعمهم ما دمت تخطفهم
وهل الخاطف الذي يمكن أن يقتل المخطوفين هل يقال له هكذا .!
أم أن من واجبك أن تصرف على أبنائك المخطوفين حتى يعيشوا بكرامة ولا يموتون جوعا ..!
عندما قال الأخ عزام الأحمد .. إن عدم صرف المرتبات كان خطأ فني
استنكر الجميع هذا القول واعتبروه كلاما غير مسؤول
فما معنى أن تقوله انت وأنت الرئيس والقائد والأب للجميع
وهل يجوز ان تؤكد ما قاله عزام وهو كلام خاطيء ..!

لا أريد أن أنكأ الجراح ولم أكن أريد فتح الموضوع لولا ما حدث مؤخرا يا سيادة الرئيس
فما حدث مؤخرا كان صدمة كبيرة للجميع

فبعد ان ساد الفرح والسعادة لدى الجميع عندما قلت في كلمتك أمام المجلس الوطني أنه حدث خطأ فني ولم يكن مقصودا وقف رواتب الناس
قلت غدا سيتم صرف رواتب موظفي غزة كاملة

شكرا لك ...وكانت هذه البشرى بمثابة البلسم الذي نزل على الجرح وأشفاه تماما

سيادة الرئيس قلت غداً سيتم الصرف , وكان يوم الجمعة ... وهذا من الإستحالة بمكان
قلنا ربما قلتها غداً مجازاً , بمعنى في أول يوم تنتهي بها الإجازة ويبدأ الدوام
وكان يوم الأحد وانتظر الناس بفارغ الصبر
ولكن كان يوما طويلا ومأساويا بالنسبة لأهلنا في غزة
الالاف ينتظرون على أبواب البنوك وكلهم أمل أن يعلن البنك وصول الرواتب

وبدأت الإشاعات والبيانات.. بيان من وزارة المالية ... نفي للبيان ... صرف خمسين بالمائة .. صرف مائة بالمائة .. خصومات ... وكان يوما تعيسا جعل الناس تصرخ في كل مكان ..كيف يحصل هذا وانت الرئيس؟
وكما يقال ....كلام الملوك لا يعاد ..
الناس كل الناس في الوطن من خلال ما بشرت عن الرواتب كإعلان يوم العيد بعد الصيام.. فما بالك بأهلنا في غزة ...لقد عمت الفرحة عليهم جميعاً ..
كيف لا وأفواه أطفالهم تنظر اللقمة الطيبة التي حرموا منها طويلاً ..!
كيف لا والاف التجار ينتظرون سداد الديون المتراكمة على الموظفين .!
كيف لا والإنتحار أصبح هو الملاذ الوحيد لبعض الناس الذين فقدوا الأمل .!

سيادة الرئيس ....
إسمح لي ان أقول ..ما حدث كان إساءة لك..أللهم إلا إذا كنت على علم بما جرى.!.
ولا أعتقد ذلك فتكون مصيبة
نتمنى أن تتضح الأمور ويعرف شعبنا ما الذي يجري
وأن تفتح تحقيقا بما جرى ولتعرف موطن الخلل
لأن الخلل والأخطاء تكبر كل يوم وخصومك جاهزون وقاعدون لك على كل مفرق وزاوية وينتظرون المزيد من الأخطاء
اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد