الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

مبروك عهد... حرية وانتصار

نشر بتاريخ: 30/07/2018 ( آخر تحديث: 30/07/2018 الساعة: 13:03 )

الكاتب: بهاء رحال

سقط سجانك وسقط الاحتلال بكل أركانه وأعوانه، وسقطت أدواته وممارساته وسياساته العنصرية والفاشية الغادرة، سقطوا جميعاً وعلا صوتك في الانتصار وأنت بربيع عمرك تعانقين الحرية بكوفية وعلم، وتخرجين من زنازين القهر إلى ربوع أرضك ووطنك وقريتك التي ما توقفت يوماً عن النضال، سقطوا أمام ارادتك الصلبة وابتسامتك القوية التي عكست صلابة شعب بأكمله وتجسدت في صورة ملاك قاوم الاحتلال وانتصر. 
أغاظتهم صورتك وبشاشة حضورك وقوة عزيمتك ورفضك للاذعان، وأغاظهم مشهد جنودهم المدججين بالسلاح وهم يهرولون أمامك هرباً في صورة لا تمحى من الذاكرة، فقرروا أسرك واختطافك في سعيهم الدائم لتغييب صورتك التي كانت تصيب جنودهم بالذعر، وأنت تخرجين عليهم بصوتك الهادر كالرصاص فارتجفوا وجبنوا وأظهروا ضعفاً التقطته عين الكاميرا، تلك العين التي سجلت تقهقر فرقة كاملة من الجيش وأنت تطارديهم في حديقة البيت، حتى خرجوا وطردوا شر طرد، تداعى أركان الحرب ووقفت حكومة الاحتلال بكل أرتال حربها وجنرالاتها لاتخاذ قرار بحق الطفلة المتلئة بالعزيمة والحياة، فكان قرارهم الجبان، قرار الاعتقال المبني على الحقد والكراهية. فهنيئاً لك يا عهد هذا الانتصار وأنت تعودين أكثر اصراراً على التحدي، تعودين أكبر بثمانية أشهر، كأنهم ثمانية سنوات، واثقة الخطى وقوية المبدأ، وصلبة الارادة، ويا لحظنا بك لأنك بيننا بطلة ومقاتلة وإنسانة بكل ما للكلمة من معنى.
عهد براءة طفولة أراد الاحتلال تحقيق انتصار عليها، فانتصرت هي عليهم رغم مرارة السجن وقسوة السجان، ورغم بشاعة الجند الذين كانوا يعتقلونها ويلتفون حولها كي يدخلوا في قلبها الرعب والخوف، ويحبطوا عزيمتها القوية، ويوقفوا عنفوانها الثائر ويدفعوا بها لتتقاعس وتتراجع وتُهزم، لكنها خرجت بالأمس بذات البراءة التي تؤكد على اجرام حكومة الاحتلال وأركانها التي اعتقلت الصغيرة كما اعتقلت ولا تزال تعتقل الكثير من الأطفال الصغار وتزج بهم داخل معتقلات الأسر وزنازين الأعتقال. وهذا النوع من الاعتقال محرم دولياً وانسانياً ورغم ذلك فان دولة الاحتلال تمارسه دون رادع ودون أن تجد موقفاً دولياً يلزمها بوقفه، فهذا الاحتلال كعادته فوق القانون الدولي وفوق القانون الانساني، ويحتمي بمظلة الفيتو الأمريكي.
عهد سفيرة الطفولة الفلسطينية، عنفوانها وصوتها الصارخ في وجه الاحتلال، وهي راهبة المقاومة الشعبية، وصدى الحق الذي لا يهزم. مبروك عهد... لك الحرية والانتصار.