الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحرب الامريكية مع إيران مسألة وقت

نشر بتاريخ: 09/05/2019 ( آخر تحديث: 09/05/2019 الساعة: 17:24 )

الكاتب: المحامي سمير دويكات

قبل وقت ليس ببعيد كنت قد استبعدت ان تكون هناك حرب قريبة بين امريكا وايران وطبعا بعض الدول التي تتبع لكل حلف ومنها حزب الله وحماس والجهاد مع ايران واسرائيل في مواجهتها ودول اخرى من اوروبا ومنها المملكة المتحدة، وربما تكون حرب اشبه بعالمية حتى سيكون اثرها في امريكا اللاتينية التي تكيل العداء ولو اعلاميا لامريكا، بالتالي العالم كله سيكون على محك المواجهة الدمية ولكن اليقين الذي اعرفه ان اسرائيل ستكون في خبر كان في نهاية المواجهة لانها ستكون في مرمى كل الضربات من جميع الاطراف وسيتحول العالم العربي الى ثورة ليست فقط ضد امريكا بل ربما يمتد الى ثورات شعبية ضد الحكام مما يؤشر على ولادة طبيعية لنظام عربي اسلامي جديد، ذلك ليس حبا او دفاعا عن ايران ولكن الفكر العربي العاجز اصبح مشبع من كل نواحيه حتى الفنية في بناء مواجهة ضد الحكام واسرائيل وغيرهما.
عقب انسحاب امريكا من الاتفاق النووي استبعدت ان تكون هناك مواجهة بالفترة القليلة ولكن مع اقتراب نهاية ولاية ترامب وكونه يمنح اسرائيل اكثر ما تستحق، فاسرائيل اليوم غاضبة جدا على ايران كونها القوة الكبرى في مواجتها والتي تحمل العداء لاسرائيل وتحلم بل تجسد مفهوم عملي لازالتها عن الوجود، وبالتالي فان اسرائيل الدولة الوحيدة التي كانت ضد الاتفاق النووي مع ايران، وهي التي نكشت عقل ترامب حتى يقرر الانسحاب، وكما يقولون فان الشرر البسيط هو الذي ربما يحرق الكل ويشعل النار التي لا يمكن ان تطفاها الايدي، فصاروخ الجهاد الاسلامي مصدر التصميم الايراني ربما اوجع اسرائيل كثيرا في المواجهة الاخيرة واسرائيل في ذلك لها سببان الاول انها تريد ان تقطع الدعم من اصله ومركزه اي ايران وثانيا تعجز عن تدمير القوى الفصائيلية التي لا تستطيع بادواتها الموجودة عسكريا واعلاميا ان تدخل غزة لاحداث شىء جديد وبالتالي فانه ليس لها الا ان تدعم او تحرض ترامب من اجل حرب مدمرة ضد ايران للابقاء على الهيبة الاسرائيلية وحيدة في المنطقة وخاصة ان حزب الله هو كذلك الذي يستطيع ايلام اسرائيل وان اسرائيل لا تستطيع وقفه دون امريكا وامريكا لا تستطيع التدخل دون حرب شاملة مع ايران.
فيما يتعلق بكل العلاقات الدولية والقانون الدولي وغيره من المفاهيم الاخرى فان الامر اصبح منذ زمن بعيد خارج كل الحسابات واسرائيل لديها مبرر فني كما حصل مع العراق سابقا ضد ايران والسبب خلق حالة خوف غربية من ايران والغرب ليس جاهزا الى حد الان لتخلي عن اسرائيل والتضحية بها، مع ان ترامب في نظامه لا تعني اسرائيل له بقدر ما تعني ان تكون مشكلة في الشرق الاوسط وان عقليته تقوم على ضرب ايران وخلق حرب ضدها لسياسة قديمة تتعلق بالقيم البالية في عقلية المحافظين الذي اسسوا لامريكا العظمي وان زوال اسرائيل وارد في غياب حرب مدمرة ولكن امريكا ليس لديها مشكلة في زوال الاثنين معا.
وفيما يتعلق بالعرب فانهم موجودون على هوامش الصفحات ورفوفهم القديمة ولا يوجد ما هو يهتم سوى بعض من الثائرين هنا في غزة او لبنان والقادرين على تدمير اجزاء كبيرة من اسرائيل ولكن في غياب العرب لن يستطيعوا الانتهاء منها وهي مسالة مرتبطة بعدة مقولات وتوجهات قديمة وجديدة، واصلها واحد ان اسرائيل ووجودها لا يتفق والعقل الشرعي العربي بل ستبقى كما السرطان في الجسد اما ان ينتهي او ينتهي معه الجسد.