السبت: 18/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

الموظف لوحده.. لا يستطيع

نشر بتاريخ: 09/05/2019 ( آخر تحديث: 09/05/2019 الساعة: 14:46 )

الكاتب: بسام زكارنه

الموظف الفلسطيني هو الاسير واخ الشهيد وابنه الفدائي وعمه المطارد، والموظف يبني وطنه ويعمل يوميا دون توقف لخدمة شعبه الصامد الصابر ولا يتوقف حتى ايام العطل الرسمية في بناء لبنات الوطن يزرع ارضه ويحرثها، الموظف الان عنوان الصمود ولقمته أصبحت سلاح الاحتلال لتركيعنا وابتزازنا وفرض المشاريع التي يرفضها شعبنا، كيف لا وراتب الموظف يحرك جعلتنا الاقتصادية.
الموظف هو العسكري والمعلم والمهندس والطبيب والممرض، الموظف عامل البدالة والمراسل والسكرتيرة والمدير والوكيل الموظف من يقدم الخدمة لابناء وطنه من امن وحماية وتعليم وصحة لا تتركوه وحيدا.
عندما يقطع الراتب او يُعطى جزء منه يحتاج الامر لمشاركة الجميع ليستمر، وشعار نعم للجوع ولا للركوع شعار تعبوي لا يعمل، بل علينا جميعاً للتكاتف لنحوله معا لشعار لا للجوع ولا للركوع، من خلال ان يحمل الجميع عبيء الحصار الاسرائيلي.
بوضوح الموظف بحاجة للكهرباء والماء ولا امكانية للعيش بدونه، على شركة الكهرباء والبلديات والمجالس المحلية ان تمنحه الكهرباء مع التسهيلات كافة ووفق ما يحصل عليه من راتب وكذلك مصلحة المياه والجامعات وشركات الاتصال ولا نقصد الجميع بالتقصير بعضها نتقدم لهم بالشكر فقد قدم سابقا وحاليا التسهيلات ليس خدمة للموظف فقط بل خدمة للوطن وصموده، لن أخوض بطعام وشراب ومواصلات وعلاج وتعليم عائلة الموظف فهي معروفة وواضحة على كل جهة وضع برنامج صمود ودعمه ودعم المواطنين في هذه المعركة.
لن اشكر البنوك لاني وبكل المراحل لم ارى منها الجهد الكامل وفق امكاناتها وكذلك وفق ما تحققه من أرباح ليس فقط من الموظف بل من شعبنا حيث تقدم برنامج مسخ تحقق فيه أرباح إضافية في ظل الحرب، ماذا يعني تأجيل القرض لأشهر ثم الحصول على فائدة على تلك الأشهر مع خصم وهمي للمصاريف الإدارية او خصم نصف القرض والذي غاليا ما يكون نصف المبلغ الذي حصل عليه الموظف مع دفع فوائد على التأخير ، لماذا لا يتم وقف خصم القروض نهائيا دون فؤائد وتحصيلها عند صرف مستحقات الموظف؟؟ وهل هذا سيؤثر على البنك ؟؟؟ إطلاقاً... انها سياسة راس المال غير الوطني دون الاكتراث بالشعب وصموده ، البعض يقول انها بنوك ليست فلسطينية وهذا صحيح ، لكن ما حاجتنا لبنوك لا تقف مع شعبنا في المحن والشدائد وتستثمر معظم مدخراتنا خارج الوطن ، الم يحن الوقت لكي نرفض وجودها ، ونمنحها لبنوك فلسطينية تقف مع شعبها في الشدة والرخاء واتسائل اين المسؤولية الاجتماعية لهذه البنوك ؟؟؟ هل سمعتم عن خدمة للمعاقين للأطفال لكبار السن ، هل ساهموا ببناء مدرسة او حتى روضة ؟؟؟ الجواب لديكم شعبنا الحر.
ما اطلبه من البنوك ليس عدم خصم الراتب بل تكملته دون فوائد وخصم القرض كاملاً طوال الأزمة التي باْذن الله تحتاج منا جميعا صبر ساعة ، فعل تفعلها البنوك ، هيهات هيهات.
ما اود قوله ان الموظف خلال الايام القادمة لن يجد ثمن مواصلاته او حتى طعامه ، وهذا يتطلب تدخل الحكومة بقرارات ملزمة للبنوك والجامعات بتحمل مسؤوليتها وعدم طرد الطلاب او أجبارهم على تاخير التسجيل لفصل او فصلين ويحتاج من الحكومة عمل برنامج صمود يوزع فيه الموظفين للعمل في الأماكن القريبة من سكنهم وعمل مناوبات تجعل الوزارة تخفف من دوامهم وتدخل في خصوصيات كل موظف لمساعدته للصمود.
الموظف لا يستطيع ان يحمل هموم الوطن وحيدا ، لا نريد شعارات رنانه من الجميع دون مشاركة ، الكل مطالب بالتحمل كل في مجاله.
وفِي كل الظروف الموظف مقتنع بقرارات القيادة برفض اموال المقاصة ويقف معها وتدعوها لعدم الرضوخ للابتزاز الامريكي الاسرائيلي مهما كانت الصعوبات، لكن عليها (القيادة) ان تعيش كما يعيش الموظف وان تعمم بقرارات صارمة للجميع للمشاركة في المعركة قبل ان ينهار الموظف بسبب إهمال واستهتار الجميع بحاجاته فان راتب الموظف كاملاً لم يكن يكفيه التزاماته.
علينا ان نحيي صمود الموظف سابقاً وحالياً الطبيب والممرض والعامل والمعلم وننحني للعسكري الذي يحرس البنك ويرى البعض يعد النقود لشراء سيارة اخرى ولا يجد الجندي الصامد قوت أولاده ، الموظف يعلن ان جيوبنا ليست آبار نفط وصمودنا يأتي بتوزيع الحمل، والموظف الذي اخرسوا صوته من خلال إعدام نقابته يطلب من المسؤولين ان تسمعوه ، انتم من اخترتموه فلا نريد ان نسمع اتهامات بأجندات في حال صمتكم على ظلمه.