كيف تتفادى حموضة المعدة؟

بيت لحم - معا - تُصدر اللجنة الاعلامية في نقابة الاطباء خلال شهر رمضان المبارك، سلسلة نصائح وارشادات طبية وصحية للصائمين، ضمن جهودها ونشاطاتها المستمرة، لتقدم اليوم ارشادات للصائمين حول تفادي التخمة في رمضان، اعدتها د.ريم حميدات.

الشعور بحرقة المعدة (الحموضة) في شهر رمضان المبارك او غيره من الاشهر يعود الى عدة اسباب، وفي رمضان بشكل خاص، فكيف نعمل على التخفيف منها ومن المضاعفات التي قد ترافقها.

اسباب الحموضة في رمضان
1.وجود مشاكل طبية: خلل أو ارتخاء في العضلة التي تفصل بين المعدة والمريء والتي تعمل كصمام يمنع ارتداد عصارة المعدة وأحماضها من المعدة إلى المريء ثم إلى الفم، ويعتبر وجود فتق في الحجاب الحاجز أيضاً من أحد مسببات حرقة المعدة والربو ايضا.

2. تحدث الحرقة أثناء الحمل ايضا بسبب التغيرات الهرمونية فترة للحمل، كما أن حجم الجنين في الشهور الأخيرة قد يضغط على الجهاز الهضمي مما يتسبب بارتداد الطعام إلى المريء والإصابة بالإمساك.

3.الادوية كبعض أدوية ارتفاع ضغط الدم والأسبرين وبعض المضادات الحيوية والمسكنات قد تساهم في زيادة حموضة المعدة.

4. ارتداء الملابس الضيقة خاصةً في منطقة البطن له دور في حرقة المعدة

5. التوتر والضفط النفسي

6.الوزن الزائد يؤدي الى الضغط على المعدة وارتجاع الحموضه الى المريء

ومن اكثر الاسباب شيوعا في شهر رمضان خاصة هي:

* نوعية الطعام والعادات الغذائية الخاطئة مثل البدء بتناول أطعمة غير مناسبة على وجبة الإفطار غنية بالدهون والاكثار من المقالي.

*تناول وجبة واحدة كبيرة وعلى دفعة واحدة والتي قد تزيد من إفراز احماض المعدة وتثير الاحساس بالحرقة.

*كذلك تناول المواد المهيجة والاكثار من البهارات والمشروبات الغازية وعصائر الحمضيات ومشروبات رمضان الحامضية (كالتمر الهندي) والصلصة ومنتجات البندورة خصوصاً المطبوخة والقهوة والبهارات.

كيف يمكن تجنب الحموضة في رمضان؟
العلاج يكون بتجنب الاسباب بشكل رئيسي ما لم يكن هناك مشكلة طبية تحتاج الى علاج ومتابعة مع الاخصائي.

* تناول الافطار باعتدال وينصح بتقسيم الافطار الى وجبات صغيرة ومتكررة وتناول الطعام ببطء ومضغه جيدا وذلك لتخفيف ارتداد الطعام والتقليل من الضغط على المعدة كما ينصح بالابتعاد عن شرب الماء والعصائر اثناء تناول الطعام بل بين الوجبات كما يفضل البدء بحبات تمر والشوربة، والابتعاد عن الاكل المهيج للمعدة والاكل الدسم والتوابل كما ذكرنا سابقا فهي تميل ايضا الى تهيج الجهاز الهضمي بشكل كامل، والتقليل من الشاي والقهوة والمشروبات الغازية وغيرها من المشروبات التي تحتوي على الكافيين التى تزيد ايضا من معدل التبول وتسبب العطش فى نهار رمضان.

* عدم النوم بعد تناول الوجبة مباشرة في رمضان فهذا يؤدي الى ارتجاع المرئ وامراض المعدة الاخرى، يجب المحافظة على الوضع القائم خلال الاكل وبعد الاكل على الاقل لمدة ساعتين وينصح بالنوم بعد الاكل بساعتين او ثلاث على الاقل وبفضل رفع الراس اثناء النوم .

* تقليل التدخين فهو من أكثر اسباب الحموضة والصداع فى رمضان ((فالتدخين يزيد من ارتخاء العضلة التي تفصل بين المعدة والمريء مما يؤدي إلى ارتداد عصارة المعدة من المعدة إلى المريء ومن ثم إلى الفم )).

* عدم الافراط فى تناول وجبة السحور حيث تشعر بالتخمة وتقلل الحركة وتزيد من الحموضة وعسر الهضم في رمضان

* تناول بعض الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والغنية بالألياف مثل الحبوب الكاملة، الأرز البني بالإضافة إلى تناول المزيد من الأطعمة الغنية بالألياف خلال وجبة السحور، وتناول الفاكهة والخضروات أيضًا يساعد على تنظيم عملية الهضم خاصة بعد وجبة الافطار بساعتين.

يفضل تأخير السحور قدر الإمكان، حيث يعمل تأخير السحور على تقليل إفراز حامض المعدة في نهار رمضان ويجب النوم بعد تناول السحور بساعتين على الأقل لتجنب حدوث حرقة المعدة والحموضة فى رمضان.

* تناول كوب من الزنجبيل يوميا حيث اثبتت الدراسات اهمية الزنجبيل فى علاج الكثير من الامراض واهمها حموضة المعدة

* ممارسة التمارين الرياضية الخفيفه كالمشي قبل الافطار بساعتين او بعده لمدة نصف ساعة على الاقل فهي تساعد في عملية الهضم والتقليل من الحموضة ولها دور في تخفيف الوزن.

* تناول الادوية المعالجة للحرقة: مضادات الحموضة، مضادات الهيستامين او مثبطات مضخة البروتون ويفضل ان تكون قبل وجبة السحور لمنع الشعور بحرقة المعدة فى نهار رمضان اثناء الصيام.

((لكن يجب الحذر اذ يعتبر الافراط في تناول مضادات الحموضة من الممارسات الصحية الخاطئة والشائعة بين الناس، إذ إن كثرة تناولها قد يؤثر على امتصاص الحديد وفيتامين ب12 وهضم البروتين وعدة عناصر غذائية أخرى تحتاج إلى وسط حامضي في المعدة ليتم هضمها وامتصاصها بشكل جيد ))

* تناول التمر والموز والحليب عند الافطار يعتبر من العلاجات الفعالة لعلاج حرقة المعدة فى رمضان ومنع عسر الهضم

* من الممارسات الخاطئة والشائعه ايضا تناول الحليب بكميات كبيرة بهدف التخفيف من حموضة المعدة، إذ قد يكون للحليب أثر في تخفيف الحموضة في بداية تناوله بعد ذلك يزيد إفراز أحماض المعدة وعصارتها مما يتسبب في زيادة الاحساس بالحرقة عما كانت عليه سابقا لذلك يفضل الابتعاد عن الحليب كعلاج مخفف للحموضة.

المضاعفات:
انا اهمال حرقة المعدة وعدم معالجتها قد تؤدي الى مشاكل صحية مزمنة ويعود ذلك الى ارتداد الحموضة الى المرئ مما يؤدي الى تهيجه باستمرار ومع طول المدة قد يسبب تقرحات في المرئ والمعدة ايضا وقد يسبب ثقوب ونزيف داخلي وتكمن الخطورة في انه يزيد نسبة سرطان المرئ بشكل خاص والمعدة، وقد تؤدي الى سوء التغذية ونقصان الوزن كما ان لها تأثير على صحة الاسنان.