السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

عمليات الضفة دليل على ضعف إسرائيل وقوة السلطة وليس العكس

نشر بتاريخ: 04/09/2022 ( آخر تحديث: 04/09/2022 الساعة: 15:28 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

تتسابق وسائل الاعلام العبرية، ويتسابق محللون إسرائيليون لترويج فكرة باردة لا قيمة لها. وتقول فكرتهم ان السبب في تزايد عمليات الضفة الغربية هو ضعف السلطة !!

ولان الاعلام الإسرائيلي في غالبه سقط أخلاقيا ومهنيا، فانه لا يجرؤ على وصف الواقع ولا محاولة معالجته. فالسبب الأول في تزايد العمليات هو اعتداءات المستوطنين المسلحين على الفلسطينيين والسبب الثاني العقوبات الجماعية التي يفرضها الاحتلال ( الجيش – والشرطة – والقضاء – والكنيست – والحكومة – ووسائل الاعلام ), مثل هدم المنازل ومصادرة الأراضي واحراق المساجد وبساتين الزيتون والاعتقالات العشوائية والاعتقال الإداري .

ان القول بان ضعف السلطة هو السبب، وقاحة إسرائيلية منقطعة النظير. لان ضعف السلطة هو نتيجة لمخطط منظم من جانب الاحتلال وادارته المدنية. فالإدارة المدنية للاحتلال أقامت حكومة بديلة عن الحكومة الفلسطينية وفيها ضابط سياحة وضابط صحة وضابط زراعة وهكذا.
كما ان المنسق للاحتلال يتعامل مع نفسه وكأنه رئيس الحكومة وليس الدكتور محمد اشتية، وينشر الأكاذيب حول تسهيلات اقتصادية لسكان الضفة !!!
تسهيلات اقتصادية ؟

هل ظن الاحتلال ان اجبار خريجي الجامعات وحملة شهادات الماجستير والبكالوريوس للعمل في ورشات الاسمنت وبناء المستوطنات، تسهيلات اقتصادية ؟
هل يعتبر الاحتلال ان إقامة نظام ابارتهايد في الشوارع والاقتصاد والصحة والمواصلات تسهيلات ؟؟؟

ان السلطة التي يجتاح الاحتلال مدنها ويعتقل كبار موظفيها وأعضاء برلمانها وضرب وزرائها في الشارع هي السلطة الضعيفة.
ان السلطة التي لا تستطيع ان تمنع دورية الاحتلال من الدخول الى مربع منزل الرئيس والى حي رئاسة الوزراء هي السلطة الضعيفة.
ان السلطة التي لا تستطيع ان توفر رواتب موظفيها ولا تستطيع ان تعتقل قاتلا او لصا مجرما من مناطق جيم هي السلطة الضعيفة.
ان السلطة التي تدخل دبابات الاحتلال الى وسط مقراتها وتغلق سبع مؤسسات غير حكومية فيها هي السلطة الضعيفة.
ان السلطة التي لا تستطيع ان تزرع ولا تستطيع ان تصنع ولا تملك معبرا ولا أي شكل من اشكال السيادة هي السطلة الضعيفة.
ان السلطة التي يدخل الاحتلال وينفذ احكام الإعدام والاختطاف ضد شبابها في مخيم جنين وفي البلدة القديمة في نابلس وفي بلاطة والدهيشة وجميع المدن والقرى هي السلطة الضعيفة.

ان سلطة ترفض الاحتلال وترفض الإهانة وينطلق شبابها لاطلاق النار باتجاه الغزاة ويدافعون عن بلداتهم ضد الإرهابيين المستوطنين هي سلطة قوية.
ان السلطة التي ترفض تدنيس المسجد الأقصى وضرب المصلين باب كنيسة القيامة وتدعو الى النضال والى القتال هي سلطة قوية.
ان ارتفاع منسوب العمليات في الضفة الغربية بنسبة تعلو مئات المرات عن السنوات الماضية اثبات واضح على ضعف إسرائيل. وليس دليلا على ضعف السلطة.
كم ضابط وموظف سلطة في سجون الاحتلال؟
كم مرة اهانت إسرائيل رؤساء الوزراء وأوقفت موكبهم في الشارع؟
كم مرة اعتقلت وزراء ومدراء عامين وقادة في السلطة؟
كم مرة قتلت وزيرا وهدمت منزلا؟

إسرائيل .. التي تملك كل أسلحة القتل والدمار، وتملك كل المال. لم تعد تستطيع أن تحكم مربعا واحدا في الضفة الغربية. وهذه هي السلطة القوية التي يريدها الشعب.
اما دون ذلك. فلا احد يحتاج سلطة تعتقل ابطالها وضباطها لاسترضاء الاحتلال، ولا تقدر أن تحمي نفسها ولا تحمي شعبها.