الثلاثاء: 16/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

أوضّح يا وضّاح

نشر بتاريخ: 13/09/2011 ( آخر تحديث: 13/09/2011 الساعة: 19:14 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

كتب رئيس التحرير - أنا لا ألوم الذين لا يعملون بل ألوم الذين يجرح شعورهم ان يعمل الاخرون ... وقد كانت صدمتي كبيرة حين قرأت ما نشرته وثائق ويكليكس حول قناة الجزيرة ، وكانت المرة الاولى التي اسمع فيها عن هذا من فضائيات عربية زميلة للجزيرة ، ثم ما لبث الخبر ان اصبح ساخنا ودارجا ، ولان الجزيرة كانت تصدّق ويكليكس وتتعامل معه وكأنه احد التابعين او تابعي التابعين ، وتنقل عنه كل شاردة وورادة وكأنها تنقل عن ابي هريرة ، روّجت له حتى صار الناس البسطاء يصدّقونه اكثر مما يصدقون اهلهم ، كانت الفاجعة .

فقد كشفت وثائق "ويكيليكس" عن وجود تعاون وثيق بين المدير العام لقناة الجزيرة وضاخ خنفر ووكالة الاستخبارات العسكرية الأميركية DIA، وعن تلقي الإعلامي الفلسطيني تقارير شهرية من الوكالة عن أداء «الجزيرة» في تغطية الأحداث المرتبطة بأميركا ومصالحها .

ويعود تاريخ الوثائق المنشورة إلى 20 تشرين الأول (أكتوبر) 2005. وتكشفت عن تعاون وتنسيق دوريين بين وكالة الاستخبارات العسكرية والمدير العام لـ"الجزيرة" من خلال مسؤولة الشؤون العامة الأميركية. وحسب "ويكيليكس" فانه وخلال اللقاءات بين الطرفَين، تعهّد خنفر تعديل الأخبار التي تزعج الحكومة الأميركية أو حذفها تماماً.

ولان الجزيرة ليست مملوكة للفلسطيني وضاح خنفر ، بل مملوكة لامير قطر ووزير خارجيته ، فان الخبر بحد ذاته لم يصدمني ، لكنه يثير عدة تساؤلات مشروعة ، وعلى ارضية ان الجزيرة تسمح لنفسها ان تدخل بيوتنا ، ونحن بالمقابل نسمح لانفسنا ان ندخل بيت القطريين ومكاتبهم وحتى دفاتر مذكراتهم وديوان اميرهم ، تساؤلات نريد عليها اجابة :

لماذا روّجت قناة الجزيرة في البداية لوثائق ويكليكس وكأنها حديث نبوي شريف ؟
لماذا حاولت القناة القطرية لاحقا شراء اسرار ووثائق ويكليكس من صاحبها بمبلغ خيالي ؟
لماذا لم تخرج الجزيرة على الناس وتقول ان وثائق ويكليس كاذبة وانهم لا ينسقون مع المخابرات الامريكية ؟
لماذا جرى ازاحة ركن وثائق ويكليكس عن موقع الجزيرة الالكتروني ؟

فاذا كان النبأ مدسوسا فلماذا لا يتحدى القطريون ويكليكس ويردوا عليه الحجة بالحجة والرأي بالرأي الاخر ؟ واذا كان النبأ صحيحا فالان وقت الحساب والعتاب . وبما ان العتاب يكون على العاقل .... نحن لن نعاتبكم ، بل نسامحكم .