الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

لو حصلنا على دولة جيد جدا ... ولو حصلنا على فيتو ممتاز

نشر بتاريخ: 15/09/2011 ( آخر تحديث: 15/09/2011 الساعة: 21:56 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

كتب رئيس التحرير - لا مندوحة عن الاعتراف بأن معركة ايلول هي " حرب تحريكية " بلغة علوم السياسة ، وان الاستمرار بالوضع الحالي " مصيبة " سياسية على رأس الفلسطينيين ، وكان من الضروري ان يقوم الفلسطينيون بأية خطوة لتربيع الدائرة والخروج من مأزق الجمود الراهن .

خطوة الامم المتحدة ، لم تكن سوى نصيحة اسداها المثقفون اليساريون قبل عدة سنوات ، وعلى رأسهم المرحوم جورج حبش ، واصدقاؤنا من احرار العالم مثل جنوب افريقيا التي تحررت بهذه الطريقة قبل نحو عشرين عاما . وقبلتها القيادة الفلسطينية لانها خطوة حضارية ودولية تنتصر لفلسطين وقضيتها العادلة وتعتبر مسمار اخر في نعش الاحتلال الكريه .

وها نحن ذاهبون مع سيادة الرئيس ، ذاهبون من اجل تسجيل هدف اخر في مرمى الاحتلال ، وسنثبت للعالم ، وللشعوب العربية ان الشعب الفلسطيني استعاد عافيته ، وتجاوز لعنة الاقتتال ، واننا شعب موحد ، ونحترم الخيار الديموقراطي ، وان فتح وحماس لم تعودا متناحرتان ، ولولا ان الاحتلال يفصل الضفة عن غزة والقدس لكانت خلافات فتح وحماس اقل من خلافات الليكود وحزب العمل .

اننا ذاهبون للعالم ، لنطالب بحقنا وحق اولادنا في الحرية ، لسنا ذاهبون لنطلب اموالا من الغرب ولا الغواصات النووية ، ولسنا نطلب سلاحا ، ولا نفطا ، بل ذاهبون نطلب الانعتاق من كابوس الاحتلال ، نطالب بحق اولادنا في السفر ورفع الحصار وان يكون لنا ميناء ومطار وهيلوكبتر وقطار وسفينة ، ان يكون لنا حديقة حيوانات وعاصمة مثل كل شعوب الارض ، ان يكون لنا طائرة مدنية تنقل المسافرين وان يكون لنا بيت لا يقتحمه احد في الليل . فهل هذا يجرح شعور العالم الغربي ؟ وهل هذا يتنافى مع مبادئ البيت الابيض ؟

ان حصلنا على دولة ، نحن نعرف ان هذا سيكون شيك من دون رصيد ، لكنه جيد جدا ، ونثبت حقنا رغم انف نتانياهو وليبرمان ، وامام عيون العالم سنهتف الله واكبر والسلام على دولة فلسطين وعاصمتها القدس ، ونبدأ بالاعدادا لمؤتمرات دولية لتنفيذ هذا الوعد ، هذا ( الشيك من دون رصيد ) .

اما اذا ضربتنا امريكا فيتو ومنعت عنا الدولة ( منعت عنا الشيك من دون رصيد ) فهذا ممتاز ، لان شعوب العالم حينها ستكشف وجه االادارة الامريكية الحقيقي وانها راعية الاحتلال وليس راعية المفاوضات ، وسنكون حينها احرار في اختيار راعي اخر لعملية السلام او ما تبقى منها ، وسيكون للقيادة الفلسطينية الحرية في الاجتماع مع الفصائل والتفكر في مستقبل قضيتنا بعيدا عن الوهم الامريكي .وسنخسر الفيتو ، لكننا سنكسب انفسنا من جديد امام شعبنا وشعوب العالم .