سيدي الرئيس .. اذا كنت لا تريد ان تحارب فاذهب وفاوض

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

كتب رئيس التحرير د.ناصر اللحام - لا اجد تفسيرا لحالة اللاسلم واللاحرب القائمة منذ سنتين فنحن لا نريد ان نقاتل الاحتلال ولا نريد ان نفاوض الاحتلال وصار اسم الحالة " الصمود " باعتبار ان عدم القيام باي شئ وعدم تحريك اي ساكن صار يعني صمودا !!

وقد عاش المثقف الفلسطيني ردحا من الزمن ينتقد الانظمة العربية لانها لا تريد محاربة اسرائيل ولا تريد مصالحة اسرائيل ، واستمر الامر 40 عاما ونحن نرتشف الموت كل يوم تحت الاحتلال فيما تبث قنوات التلفزة العربية نشرات الاخبار ضد اسرائيل من جهة وتقوم باعتقال الفدائيين وزجهم في زنازين الامن السياسي من جهة اخرى . حتى ضاق الامر بالزعيم ياسر عرفات وكسر زجاجة الصمت وقال نحن الذين نحارب وننفذ العمليات ونحن الذين نصالح ونوقّع الاتفاقيات .

ومنذ عامين تعيش القيادة الفلسطينية وعلى راسها قيادة منظمة التحرير وقيادة حماس أزمة شعار ، فلا الجمهور يعرف ماذا تريد القيادة ولا القيادة تعرف ماذا يريد الجمهور ؟ فيما تقتصر البيانات السياسية على شتم الاحتلال وشجبه وتحميله المسؤولية ، حد وصل الامر بقادة انهم يرسلون لنا نص البيان التالي ( القائد فلان يشجب قيام الاحتلال بقتل الاطفال في رفح ) .

ما شاء الله وكان ، القائد فلان يشجب اجتياح مدينة نابلس ، والقائد فلان يحمّل الاحتلال مسؤولية مصادرة ثلث اراضي الضفة ، والقائد فلان يستنكر محاولة الاحتلال تهويد القدس واقتحام الاقصى والحفر تحته . والقائد فلان يشجب القائد فلان لانه لم يشجب قيام الاحتلال باعتقال علّان !!!!!!!!!!!! ما هذا ؟ وهل ستقودنا هذه السياسة الى تحرير الاسرى والقدس ؟

منذ عامين ترفض القيادة الفلسطينية مفاوضة الاحتلال ، وذهبت للامم المتحدة فقامت امريكا بمحاربتنا بكل قوة لتثبت انها العدو الاول في العالم لتنفيذ قرارات الامم المتحدة بشأن حقوق الشعب الفلسطيني . ولغاية الان ترفض القيادة الفلسطينية مفاوضة نتانياهو او الالقتاء بالصهاينة ، ولكنها في نفس الوقت تطلب عدم المقاومة ... فماذا ستكون النتيجة اذن بعد سنوات ؟

ستكون النتيجة ان اسرائيل تكمل سيطرتها على الضفة الغربية وتكمل مخططات تهويد غور الاردن وتفصل غزة للابد وتصبح القدس العربية مجرد حي فقير في القدس اليهودية الكبرى ( تماما مثل يافا التي تحوّلت من اهم مدينة فلسطينية الى مدينة اسمها تل ابيب واصبحت يافا مجرد حي فقير فيها ) ونحن نتمسك بموقفنا الرافض للمفاوضات والرافض للمقاومة .

سيدي الرئيس ، اذا كنت لا تريد ان تحارب ولا تريدنا ان نحارب الاحتلال ... فاذهب وفاوض لنر وبسرعة ماذا يمكن ان يحدث ؟