الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

شامير كان يكره عرفات ويحتقر نتانياهو ومطلوبا للانجليز ومات بالزهايمر

نشر بتاريخ: 03/07/2012 ( آخر تحديث: 07/07/2012 الساعة: 11:39 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

كتب رئيس التحرير د.ناصر اللحام - لم تعمل وسائل الاعلام العربية على تلخيص حياة رئيس الوزراء الاسرائيلي السابع اسحق شامير ، واكتفت بترجمة ما قالته اسرائيل عن هذا الرجل ، في حين تظهر حقائق كثيرة حول حياته ومماته .

فقد اكدت مصادر اسرائيلي ان الرجل مات وهو يعاني من مرض الزهايمر ، ومنذ اربعة اعوام يعيش في مصحة خاصة ومكلفة على حساب الخزينة الاسرائيلية ، ورغم انه كان معطّل العقل في اخر سنواته الا ان حكومة نتانياهو ظلّت تصرف له اجرة سكرتيرة وسائق وحراس من جهاز الشاباك ومصروف اداري وسيارة .

ورغم التعتيم الاعلامي الاسرائيلي على شامير في اخر سنوات عمره ، يؤكد المطلعون ان شامير كان يحتقر نتانياهو ويعتبره غير لائق لرئاسة وزراء اسرائيل وانه شخص مدّعي وكاذب وغير صارم وصاحب منافع شخصية ، وانه كان يكيل له الاهانات في كل جلسة باعتبار نتانياهو طفرة طارة على القيادات الاسرائيلية التاريخية .

نتانياهو كان يعرف موقف شامير منه ومع ذلك حاول ان يتلاعب في التاريخ ، فاسترجل على جثة شامير وقال كلاما كبيرا امام الكاميرا وهو يعرف ان شامير ميت لا يستطيع النهوض من جديد ليرد عليه ، فامتدح نتانياهو سيرة الرجل الميت وسرق عباراته المعادية للعرب واقتبسها مثل ( البحر هو ذات البحر والعرب هم ذات العرب ) محاولا ركوب الموجة وسرقة التاريخ الصهيوني للميت ونسبه لقناعاته الشخصية .

شامير كان ارهابيا كبيرا ومطلوبا للاعتقال من قوات الانتداب البريطاني ، فقد شارك في العمل السري اليهودي للمنظمات الصهيونية وشارك في قتل جنود بريطانيين وزرع عبوات ناسفة ضد القوات البريطانية ، لذلك رأينا كيف قام رئيس فرنسا وقيادة امريكا بتعزية اسرائيل فيما لم نسمع عن تعزية حارة من جانب بريطانيا .

ومما عرف لدينا كصحافيين عرب عن شامير ، ان الاستوديوهات الاسرائيلية كانت تمتعض من شكله لان اظهاره على الشاشة كان يتطلب الكثير من الماكياج لاخفاء عيوب بشرته ووجهه ، وشامير كان يعرف ذلك فهرب الى الامام وصار يتندر بشكل هستيري على شكل الزعيم ياسر عرفات ، وفي بداية التسعينيات قال عن عرفات ( هذا المخلوق ) ورفض ان يقول عنه انه ادمي او بشر ما اثار حفيظة الدبلوماسية الاسرائيلية .

واخيرا هرع المئات من شرطة تل ابيب الى منزل ابنة شامير وهي مسجلة باسم جلعادا دايمنت ، حين اكتشفوا ان عصابات السرقة نهبت شقتها حين كانت تدفن والدها في مقبرة هيرتسيل بالقدس ، وعلّق بعض الصحافيين الاسرائيليين بسخرية : ان نصف شرطة تل ابيب تحقق في سرقة الشقة وسوف يمسكون الجاني قريبا ، اما لو كانت مواطنا عاديا لكانت شرطة تل ابيب لم تصل لحد الان لمعاينة الشقة والمسروقات .

مات شامير بالزهايمر ، ولكنه كان في نوبات الصحو يحتقر نتانياهو ولا يثق بشارون ابدا ويعتبره ثور جامح لا يؤتمن جانبه ، اما الزعيم الاسرائيلي الوحيد الذي كان يخشاه ويخاف منه ويحسب له الف حساب ، فكان مناحيم بيغن .