الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

لم يعد السؤال من قتل عرفات ... بل كيف قتل عرفات ؟

نشر بتاريخ: 07/07/2012 ( آخر تحديث: 09/07/2012 الساعة: 20:27 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

كتب رئيس التحرير د.ناصر اللحام - لا اعرف قيمة الكشف الصحافي الذي تقدمت به قناة الجزيرة قبل ايام بشأن الاشعاعات في ملابس الزعيم الراحل ، لان معظم الفلسطينيين محرومون من هذه الدراسة العلمية المتطورة وهي علوم متطورة احتكرتها دول الغرب والدول العظمى ، كما لا اعرف القيمة المعلوماتية لشريط " العميل المفترض " الذي نشرته قناة الميادين . ولكن السؤال الاساسي الذي ظلّ يرافق معشر الصحافيين دائما : هل نتدخل في التحقيقات ؟ هل هذا يفيد الحقيقة الموضوعية ؟ ام سيؤثر سلبا على عملية التحقيق ويتسبب في ارباك النتائج ؟

وفي النهاية يبدو ان ادارات وسائل الاعلام العربية ترى ان تدخّلها ليس ضارا وانه قد يفيد لجنة التحقيق للوصول الى نتيجة سريعة ، وقد يشكّل الاعلام حماية مباشرة وغير مباشرة للمحققين في كشف المزيد من الحقائق والبيّنات .

صحيح اننا لا نفهم في الذرة ولكننا نسأل من يفهموا بذلك واصدقاء الشعب الفلسطيني يملأون الدنيا ، كما اننا لسنا خبراء امن ولا نريد ان نتدخل ونطلق الاتهامات جزافا فنقوم حينها باخفاء القاتل الحقيقي دون قصد واتهام البرئ دون قصد ، لكننا نريد تحفيز لجنة التحقيق لامتلاك القوة والجرأة لعمل ما يمكن عمله .

اللوم الاكبر يقع على فرنسا ، لانها هي صاحبة الملف وقد توفي الزعيم عرفات على سريرها ، كما لا ننسى انها هي التي انشأت واسست المفاعل الذري الاسرائيلي ديمونا في بداية الخمسينيات وساعدت اسرائيل على امتلاك تقنيات الذرة والاشعاعات . وبالتالي فان كل ما تعلمه اسرائيل من هذه التقنيات تعلمه فرنسا لانها هي المعلم الاول لاسرائيل في الذري والنووي . ومنذ اللحظة الاولى طالبنا فرنسا قول الحقيقة وعدم اخفاءها او تأجيلها . ولا يوجد عالم يشككل في قدرة فرنسا النووية وقدرتها الكبيرة في معرفة سبب تسمّم دم الزعيم عرفات .

وصولا الى قضية نبش قبر الزعيم عرفات ، فزوجة الزعيم السيدة سهى وابنته زهوة ترغبان في ذلك ، لكن ممثل العائلة الدكتور ناصر القدوة وهو ابن اخت الزعيم وابن عمه ايضا يرفض ذلك ويقول ان الامر لن يقود سوى الى نبش قبر عرفات امام العالم دون اية نتيجة . وبين زوجته والعائلة يبقى الامر الى حين الحسم والقرار الاول والاخير لهم . ومهما انفعل الصحافيون والمحللون واعتقدوا ان وجهة نظره هي الصحيحة وان الرؤية الاخرى فاشلة فهذا لا يعني شيئا امام الحقيقة الثابتة وهي ان اصابع الاتهام موجهه ضد اسرائيل وضد شارون شخصيا ومن ساعدهم في تنفيذ المؤامرة .

ولم يعد سرّا ان وسائل الاعلام والصحافيين سألوا علماء الاشعاع وحصلوا على اجابات ومعلومات هامة وجديدة بشأن اساليب الاغتيال بمادة بولونيوم او اية سموم اخرى ، لكن الصحافة لم ولن تكون صاحبة قرار مهما طالت يدها ، وسيبقى القرار من حق عائلة عرفات واسرته .