الأربعاء: 24/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

اوباما وعباس - لا يمكن العيش معهما ولا يمكن العيش من دونهما

نشر بتاريخ: 09/07/2012 ( آخر تحديث: 14/07/2012 الساعة: 10:37 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

كتب رئيس التحرير د.ناصر اللحام - - يعكف المحللون والمراقبون على دراسة اتجاهات الرئيس المصري الجديد ، وفي هذا الاطار تحدّث التلفزيون الاسرائيلي عن " اهمية " اللقاء المزمع بين الرئيس المصري والرئيس الامريكي في سبتمبر القادم . وما هي الفائدة المرجوة من جانب الحزب الديموقراطي الامريكي والذي سيعمل جاهدا على تقديم مرسي للجمهور الامريكي الرئيس الجديد باعتبار ان الادارة الامريكية هي مساهم اول في اسقاط مبارك .

ورغم ان هذا هو هدف ادارة الرئيس اوباما من خلال توجيهها الدعوة للرئيس مرسي قبل الانتخابات ، وفي الايام الخمسين المتبقية للتصويت . فان الامور لا تبدو بهذه السهولة ، والحزب الجمهوري سيرى الامر من زاوية مختلفة وسيحاول اظهار مرسي في حالة دفاع عن النفس من خلال طرح اسئلة خطيرة تخص موقفه من بقاء اسرائيل ومعاهدات السلام والاهم من كل هذا موقفه من حماس ومن قطاع غزة .

ومهما يكن امر الزيارة صعبا على الامريكيين ، فانه سيكون اصعب على الرئيس المصري والذي سيتكشف اجلا او عاجلا ان امريكا لا يمكن العيش معها ولا يمكن العيش من دونها .وان لقاءه مع اقوى رئيس دولة في العالم ليس امرا جيدا ، بل ان رؤساء وزراء اسرائيل كانوا يرتعدون خوفا حين تتوجه لهم دعوة زيارة للرئيس الامريكي ، فزيارة الرئيس الامريكي ليست زيارة مريحة ، بدء من استصدار الفيزا للطاقم المرافق للرئيس وحتى الهبوط في مطار قاعدة عسكرية قرب واشنطن وصولا الى قائمة طويلة من المطالب سيقدمها الرئيس الامريكي للرئيس المصري الجديد الذي سيجتمع معه في المكتب البيضاوي بالبيت الابيض .

الزعيم الثاني الاخطر في عالم السياسة الشرق اوسطية والعالمية سيكون على النقيض التام من اوباما ، وهو ليس اقوى رئيس دولة في العالم ، بل اضعف رئيس دولة في العالم وهو رئيس فلسطين محمود عباس ، وسيجد الرئيس مرسي نفسه امام حقل الغام عليه اجتيازه من دون مجسات ، فهذه فلسطين ، والقضية الفلسطينية ومنظمة التحرير التي لا ينفع من دونها اي برنامج قومي ، وهذا هو الرئيس الشرعي المعترف به دوليا وفي الامم المتحدة ، وفي حال عانق مرسي عباس سياسيا فانه سيخسر حلفاءه الايديولوجيين في المنطقة ، وفي حال هجره وعانق غيره سيجد انه فقد ورقة الدخول الى النادي القومي .

الرئيس مرسي لم يقرر بعد ولكن السعودية قررت ان يكون اول لقاء له مع العاهل السعودي لمناقشة عدد من القضايا الهامة التي تخص العلاقات الثنائية وتنسيق المواقف المشتركة لعدد من القضايا العربية والإقليمية، والتعرف على وجهات نظر الرئيس المصري الجديد فيما يجري من أوضاع في المنطقة والعالم وأفكاره حول تطوير العمل المشتركة .

من زاوية اخرى ، وبانتظار لقاء مرسي عباس واوباما على المحللين ان ينتظروا قليلا ، والرئيس مرسي حقيقة جديدة على الجميع ان يتعلم منه .