الثلاثاء: 07/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

ازمة نبيل قسيس .. وهل كسر فياض كلام الرئيس ؟

نشر بتاريخ: 04/03/2013 ( آخر تحديث: 06/03/2013 الساعة: 11:08 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

لا يزال الشارع الفلسطيني يعيش صدمة استقالة وزير المالية ، وقد تجاوز الامر ، ازمة الاستقالة الى ابعد من ذلك ، ليكشف سوء التنسيق بين مؤسسة الرئاسة وبين رئاسة الوزراء . وفور اعلان الرئاسة رفض استقالة نبيل قسيس والطلب منه مواصلة عمله . لم تمض دقائق حتى اعلن رئيس الوزراء للمحيطين به انه قبل الاستقالة ووافق عليها ما جعل بعض القيادات ترى الامر محرجا للرئيس ومحرجا للحكومة . مع ان هناك من يرى الامر طبيعيا وان الخلاف العلني من مظاهر الديمواقراطية الحقيقية وان ما حدث ويحدث يثبت اننا نختلف عن الانظمة الدكتاتورية الغليظة التي لا يجرؤ اي وزير او مسؤول فيها ان بعبّر عن رأيه .

الصحافيون كانوا يعرفون ذلك منذ الدقائق الاولى ، فرام الله تجيد كل شئ الا تخبئة الاسرار ، تماما مثل غزة . فهما مدينتان تحملان قلب اسد ولسان الحسون . فانتشر النبأ وصار حديث الصالونات والمقاهي قبل ان يصل لوسائل الاعلام .

ويبدو ان الدكتور سلام فياض " نام على زعل " وما ان اشرقت شمس الله حتى اعلن فياض امام مجلس الوزراء انه قبل استقالة وزير المالية وانه سيتولى شخصيا ادارة الحقيبة مرة اخرى . وهو ما اغضب الرئاسة واغضب قيادة فتح التي رأت ان فياض تطاول على المقامات وانه كسر كلام الرئيس ونسي نفسه .

اللواء توفيق الطيراوي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح قال : ان الدكتور نبيل قسيس وزير المالية وضع خطة انقاذ جيدة للاقتصاد الوطني وعرضها على فياض لكن رئيس الوزراء رفضها واراد ان يتدخل مرة اخرى وكأنه لا يزال يحمل حقيبة المالية ما دفع قسيس للاستقالة . وان قبوله الاستقالة رغم رفض الرئيس لها يعتبر تماديا في تقدير دوره واحتكار العمل المالي والاقتصادي في السلطة .وانها ليست المرة الاولى التي يضع فياض القيادة الفلسطينية امام الحرد والاستنكاف على طريقة : اما ان تفعلوا ما اريد او لا اقبل ابدا !!!!!!

وباعتبارها قضية رأي عام من الدرجة الاولى ، ولا يمكن ان تكون قضية شخصية بين رئيس الوزراء واحد وزرائه ، ارى انه من حق الجمهور ان يعرف ما هي الخطة المالية للدكتور قسيس ؟ ولماذا رفضها فياض ؟ ولماذا وافق عليها الرئيس ؟ ولماذا لا تعرض امام وسائل الاعلام لنسأل عنها اصحاب الاختصاص والنقابات واللجان الشعبية ؟

احد قادة فتح قال لي : ان الدكتور سلام فياض لا يجلب الاموال لخزينة السلطة وانما يصرفها فقط . وان من احضر ويحضر الاموال من العالم والدول العربية هو الشعب الفلسطسني ، وعلينا ان نتوقف عن القول ان الغرب يعطي فياض الاموال ! فالغرب له سياسة اقتصادية واضحة تجاه فلسطين ومن العيب علينا وعلى الدكتور فياض ان نقول ذلك . وان رئيس الوزراء مكلّف من الرئيس بادارة الوزراة في ظرف سياسي محدد وحساس وانه لا يجوز له ان يخط لنفسه سياسة خاصة به .

وكالعادة ان الامر لا يقف عند هذا الحد ، لان مقربين من الدكتور فياض يهمسون هنا وهناك ان خطط رئيس الوزراء في غاية الاتقان والنجاح ولكن بعض الاطراف في فتح والرئاسة تقوم بالتدخل وافشالها !!!

نهاية الكلام : من حق الناس ان يعرفوا ما الذي حدث وان يقولوا رأيهم في الامر .