الأربعاء: 08/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

لو يتدخل اوباما لاعادة حمار قصرة

نشر بتاريخ: 09/03/2013 ( آخر تحديث: 12/03/2013 الساعة: 13:58 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

بدت قرية قصرة الفلسطينية مرشحة بقوة لتكون شرارة الانتفاضة الفلسطينية الثالثة خلال الاسابيع الماضية ، وقد ادرك الاحتلال ذلك ، فاصدرت القيادة الاسرائيلية الاوامر لمستشفى هداسا عين كارم عدم السماح بوفاة الطفل حلمي موسى والذي اصيب برصاصة في بطنه اطلقها عليه مستوطن يهودي ، المستوطنون كانوا يضعون الاقنعة ووقفوا وسط الجنود واطلقوا النار على اهالي القرية دون ان يكون هناك اي خطر يتهدد حياتهم - والشهادة للتلفزيون الاسرائيلي .

وبالفعل ، استقل ثلاثة من اشهر اطباء مستشفى هداسا الاسرائيلي سيارة اجرة فلسطينية ودخلوا مدينة نابلس دون ان يشعر بهم احد ، ووصلوا الى مستشفى رفيديا وبينهم خبير تخدير وتنويم واطمئنوا الى نجاح العملية الجراحية وقاموا بنقل الطفل حلمي موسى بواسطة سيارة اسعاف الى اطراف مدينة نابلس ومن هناك بواسطة مروحية مجهزة الى مستشفى هداسا لمواصلة علاجه فنجا حلمي من الموت برصاصة المستوطن .

القصة دفعت تلفزيون اسرائيل الى التوجه الى القرية لمعاينة الامر على ارض الواقع ، وهناك وجدوا ما لا تصدقه العين ، وجدوا ظلما مستشريا على يد المستوطنين ضد اهالي القرية . ووجدوا ان الاحتلال الذي اقام مستوطنة مجدوليم على اراضي القرية لم يقف عند هذا الحد ، بل اقام بؤرة استيطانية عشوائية ( الاسرائيليون يطلقون عليها اسم غير قانونية ) تحمل اسم ايش كودش .
ايش كودش هو اسم قتيل اسرائيلي مات في العام 2001 وهو يعمل حارسا في القدس ، وكان ذنب القرية ان تقام مستوطنة باسمه هناك عام 2001 ، ومثل كل الحكايا هناك بلطجة ونهب وزعرنة وقسوة وعدوان وتخريب ممتلكات وسطو ، حد وصل الامر الى سرقة الحمير من قرية قصرة.

ويقول احد المواطنين ان المستوطنين في ايش كودش سرقوا حمارين من القرية ، فتوجه التلفزيون الى المستوطنين يسألهم عن الامر ، فشتموا طاقم التلفزيون وطردوهم بعنف شديد ، ولكن طاقم التلفزيون قام بتصوير الحمارين وهما مربوطان في داخل المستوطنة !!!!! وتحدى شباب القرية المستوطنين ان يفلتوا الحمارين في ارض محايدة وان يدعوا الحمير تقرر الى اين تذهب لكن المستوطنين رفضوا ذلك واصروا على ربط الحمار الاسود والحمار البني المحروق في قطعة حديد ثقيلة داخل البؤرة .

وقصرة لها حكايا فريدة منذ ايام السلطان التركي ولا يعرف اذا كانت القصص حقيقية ام هي من باب الفكاهة ، وحين زارها الوالي ذات يوم تاه فيها ولم يعرف اسمها فقام بمعاقبة الاولاد لانه ضل الطريق !!!! كما انها قدّمت ثلاثة شهداء لثورة 1936 ومن قبل هاجر العشرات منها الى امريكا اللاتينية ، بل ان القرية قامت بتقديم 100 ذبيحة اكراما لقيادة ثورة 36 وقد زارها اللورد كرادون صاحب القرار المشهور 242 في عام 1967 م.

وفي تاريخ القرية انها خاضت معركة وادي سباس وفيها إسقاط طائرة إنجليزية وسقوط عشرات القتلى الإنجليز واليهود وعدة شهداء من أبناء القرية والقرى المجاورة.ولم تعاني قصرة 1914 من المجاعة في الحرب العالمية الاولى فقط . بل ان المجاعة تكررت فيها عام 1951 وشاركت في دعم ثورة الجزائر وهجر 70% من سكانها بعد حرب 1967 .

ومن المفارقات ما نقل على لسان شارون انه قال عن علاقته بالمستوطنين تشبه قصة حمار العرس ، فسألوه ومن تقصد بالحمار ؟ فقال شارون : انا الحمار والمستوطنون هم اهل العرس ، خدمتهم طوال عمري والان انقلبوا ضدي .

ويبدو ان قصة حمار قصرة اهم واوضح من قصة حمار شارون ، فاذا كان شارون قال عن نفسه انه حمار فاننا سنحترم رأيه ولا نعارضه في ذلك .. ولكننا نطالب بعودة حمار قصرة فورا ولو تطلب الامر تدخل الرئيس اوباما . واذا كان الرئيس اوباما لا يستطيع ان يحل قصة حمار قصرة فانه لن يختلف عن شارون كثيرا .