الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الشعب يريد قيادة هاي تيك

نشر بتاريخ: 31/01/2014 ( آخر تحديث: 03/02/2014 الساعة: 20:08 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

مع اقتراب موعد " فشل المفاوضات " , يرفع العديد من القادة السياسيين ومدراء المؤسسات وقيادات الاحزاب والمصانع والاقتصاد شعارات طوباوية جديدة تمثّل برنامجهم الانتخابي القادم ، ولكنها لا تمثّل حاجات المجتمع الفلسطيني تحت الاحتلال . بل ان الشعارات التي نشهدها في بداية العام 2014 تعكس اصرارا كبيرا والحاحا شديدا من جانب جميع القيادات من اليمين ومن اليسار ، من السلطة ومن المنظمات الأهلية لمواصلة طرح نفس البرامج وترشيح نفس الوجوه التي قادت ثلاث مراحل ، لقيادة مرحلة رابعة دون اي اهتمام بالتطور الذي تشهده الحضارة البشرية على جميع الصعد .

والامر هنا لا يتعلق بفئة العمر أبدا ، لان من يقود الهاي تيك في العالم - اي ذروة الابداع والابتكار التكنولوجي - هم من فئة عمرية متقدمة وقد تصل اعمارهم الى فوق الثمانين عاما . وانما يتعلّق الامر بالعقلية الكلاسيكية التي تحملها القيادة والتي تعجز عن حل مشاكل الوطن وعلى رأسها مشكلة الاحتلال . وذلك ليس ان هذه المشاكل لا حل لها . بل لان القيادات الحالية لا تعرف ولا تملك طرائق الحل .. وعلى ما يبدو لن تملك ابدا . فهي تلف في نفس الدوائر وتستخدم نفس الادوات وتستغرب حين تحصل على نفس النتيجة كل مرة .

واكثر ما يستفز المراقبين ، ان نفس القيادات تتقدم في كل مرحلة وتحمل الشعارات الجديدة ، لكنها تساهم في افشالها لانها عاجزة عن القيام بخطوات ديناميكية ولا تجيد سوى الخطوات الميكانيكية .

مشاكلنا واضحة وعلى رأسها الاحتلال - الاستيطان - البطالة - الجدار - السفر - الحواجز - الوضع الاقتصادي - الانقسام - الفساد - السعي نحو الحكم الرشيد - المساواة - عدم التطرف - محاربة الارهاب الفكري - القروض - الرواتب - المرأة - الحريات المدنية - الابداع الفكري - الهجرة المضادة ... جميعها ملفات يمكن حلّها والتوصل الى اروع النتائج فيها وباسرع وقت ممكن .

والعبرة ان المناهج العلمي / او الهاي تيك الابتكاري يقول انه يجب ان نحصل على أفضل نتيجة بأسرع وقت وانظف ادوات للحصول على اروع نتائج .
والمنطق الكلاسيكي القديم يقول اننا يجب ان نواصل أكبر جهد وأصعب تضحيات وبكل الادوات للحصول على اية نتائج قد تكون جيدة .

نحن لا نريد قيادة تواصل تجريب حظّها فينا ، ولا نريد كل يوم حلّاق كي يتدرب في رؤوسنا ، ولا نريد بيطري يتعلم الطبابة بحميرنا ، بل نريد ابداع قيادي ، نريد قمة التطور العلمي للوصول الى افضل نتائج بأٌقل خسائر . نريد قيادة تحل المشاكل وليس تدير المشاكل . نريد براءات اختراع علمي قبل زيادة سعر ساعات التعليم في كليات العلوم ، نريد أدب قبل افتتاح كلية اداب جديدة ، نريد عدل قبل رفع عدد طلبة القانون ، نريد ميداليات اولومبية قبل اختفاء وزارة الرياضة ، نريد رواتب قبل تغيير وزير المالية ، ونريد غوث قبل الحديث عن اضراب موظفي وكالة الغوث .

نريد هاي تيك قبل تعيين حكومة تكنوقراط . وهذا هو الفرق بين العالم الثالث والهاي تيك .