جرائم لا يعاقب عليها القانون

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

في التاريخ جرائم يعاقب عليها القانون، ومواقف قد تتسبب في شنق صاحبها او رميه بالرصاص مثل المبادرة والجدل والفلسفة والعلوم ورفض الخزعبلات والاصرار والحب والاختلاف والكرم والزرم والتسامح وعشرات مثلها. ورأينا كيف رمى الوثنيون جاليلو في النار لانه اكتشف ان الارض تدور حول الشمس وكيف طالب الخليفة بمحاكمة طارق بن زياد لانه احرق السفن ورفع معنويات الجنود على ابواب الاندلس وكيف قام الاوباش باعدام استاذ الفلسفة ارسطو.

وفي التاريخ جرائم لا يحاكم عليها القانون المدني، جرائم يندى لها جبين البشرية ولكن لا يحاكم عليها القانون مثل السفه والنذالة والخسة والنفاق والفشل والغياب والصمت والخنوع والمشاعر المزيّفة والسلبية والتراخي والادّعاء والمحاباة والانتهازية والكراهية والسوداوية والطائفية والبخل والذوق الردئ والتسلقية والكذب وخداع الناخبين والتبذير وعدم الاتزان والافراط والجشع والتطرّف والجهل والسوقية ولحس احذية السلطان والشعارات الكاذبة ونكث العهد وخيانة الوعد والصلاة من غير وضوء امام الكاميرا واكل مال اليتيم والتسربل بستار الدين وسرقة امل الاجيال والتلوّن الحربائي والغباء وقهر المثقفين واذلال الاحرار ورفع شأن الاوباش باسم المشروع الوطني .

تصوروا فقط ان قاضيا يحكم على متهم بالحبس لانه خسيس او منحط او منافق او جبان او على كاتب مقالة لانه سرق فرحة الاطفال أو على قائد فاشل أمضى عمره في تهييج العوام وسفاسف الامور أو على مثقف نشر خزعبلات الهرطقة فأفسد وعي جيل كامل.

هذا لن يحدث لان علماء القانون وعلماء النفس اكتشفوا منذ الاف السنين ان هذه الصفات ليس جرائم بل أمراض يحتاج اصحابها الى علاج. شفاهم الله فهو يشفين.