الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

عصفور على الشجرة أفضل من عشرة باليد

نشر بتاريخ: 19/04/2014 ( آخر تحديث: 22/04/2014 الساعة: 15:29 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

روائع جبران خليل جبران كثيرة ، بل أن ما كتبه عبارة عن لوحة يمكن أن تحفظ على جدار الذاكرة لالف سنة قادمة، وهي مطبوعات يمكن قراءتها بيسر وسهولة لكل انسان عربي، يمكن للعامل والتاجر وسائق سيارة الاجرة مثلما الوزير والسياسي والمثقف ان يقرأها ويستمتع بها ولا يندم .

ومن العبارات التي وقفت عندها كثيرا قوله : يقول الناس أن عصفورا باليد أفضل من عشرة على الشجرة، مع انني أرى ان عصفورا واحدا على الشجرة أفضل من عشرة عصافير باليد. لان مكانها الطبيعي على الشجرة وليس في كف اليد .

حب التملك العشوائي، مرض الاقتناء، وهوس التملك يفسد كل شئ جميل بالحياة ، ويجعل الانسان على صورة وحش فج لا يطاق، فتراه يبني الجدران ويوصد الابواب ويتمسك بالاشياء ويعتدي على الرصيف ويفرض نفسه على الاخرين بطريقة حقيرة ويخنق من يحب بدافع التملك، ويتحول حبّه لذاته الى وباء مقزز يفسد جمالية الحياة ونواميس الطبيعة .

فكرت كثيرا لماذا اطلق جبران خليل جبران على رائعته اسم الاجنحة المتكسرة، وهو اسم حزين لا يتناسب مع التفاؤل الذي يملك قلبه وروحه ، فبدا لي ان العنوان بحد ذاته عبارة عن رسالة للمثقفين ورجال السياسة كي لا يكسروا الاجنحة ولا يعتدوا على مشيئة الله .

ومع فقدان البشرية للاديب الكبير جابرئيل ماركيز، وحين اطًلعنا على اخر رسائله، اقشعرت ابداننا اعجابا بهذا التبسيط والبراءة والزهد في الحياة ، وكيف أن الناس بجموعهم يريدون الوقوف على رأس الجبل، جميعهم يريدون أن يصبحوا وزراء ومدراء وقادة وزعماء، وهم لا يدركون ان المتعة ليس في الوقوف على رأس الجبل وانما في عملية التسلق نفسها .

لدينا نوابغ في الادب والثقافة، ولكنهم لم يحصلوا ابدا على جائزة نوبل، ولن يحصلوا عليها، مع انه في كل عام يحصل ثلاثة او اربعة يهود على جائزة نوبل !!!
ادونيس السوري والطيب صالح السوداني ومحمود درويش الفلسطيني وسميح القاسم الناصري وايميل حبيبي الحيفاوي واللاجئ غسان زقطان وعبد الرحمن منيف وعبد الوهاب البياتي ويوسف زيدان وعشرات من مبدعي ونوابغ مصر والعراق والمغرب العربي لا يحصلون على جائزة نوبل، لانهم ليسوا يهودا ولانهم لم يؤيدوا كامب ديفيد ولا اتفاقية اوسلو ، فجرت محاكمتهم سياسيا وحرمانهم من الجائزة ، وجرى منحها للرئيس اوباما لدوره في انجاز السلام في العالم !!!!!!!!!!!! حتى ان الصحافة الامريكية انتقدت اللجنة . وانا مع ان يقاطع جميع المثقفين العرب جائزة نوبل وان تجترح جامعة الدول العربية جائزة تسمّى جائزة القدس، وان تكون قيمتها اكثر من جائزة نوبل اي اكثر من 2 مليون دولار .

المثقف العربي لا يحتاج السياسي العربي في اي شئ. بينما يحتاج السياسي العربي للمثقف كل يوم وكل ساعة .