الجمعة: 03/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل تحبون مصر ام رئيس مصر ؟

نشر بتاريخ: 29/11/2014 ( آخر تحديث: 02/12/2014 الساعة: 11:24 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

كان سقوط حسني مبارك ضرورة حيوية لصالح مصر ولصالح العرب الذين احبّوا مصر ، لانه ونظامه استهلكوا كل طاقات المجتمع ومقدراته ، وجعلوا من اخر 20 سنة عبئا ثقيلا تسببت في تخلّف الصناعة وزيادة الاستهلاك وخلق طبقة سميكة من المنتفعين والاغنياء والصحافيين والمنافقين ورجال الاعمال يحرسون مكاسبهم الشخصية ولا يأبهون لمستوى تقدم الامة او مصر ، بل انهم اخترعوا " فقاعة " عاشوا فيها هم وعائلاتهم دون الانتباه الى حياة المواطن المصري المأساوية ، حتى ان السائح كان يذهب الى مصر ويخرج منها وهو لا يرى الا ما يريد نظام مبارك ان يراه .

انا احمّل مبارك وأمثاله من زعماء العرب مسؤولية تخلّف الشعوب واهانة كرامة العلماء والمفكرين وتهجيرهم خارج الوطن العربي ، ومع ذلك كنت كتبت ضد سجنه حين تنازل عن الحكم . لان المصلحة العامة للشعوب العربية أهم من الانتقام الشخصي ، وفي تلك اللحظات كان المواطن العربي بحاجة الى تجربة ديموقراطية نظيفة وطاهرة تعطي الامل بامكانية تسلمي الحكم دون مذابح ودون دماء في الشوارع .

حين تنازل " خائفا " عن الحكم ، وحين رفض الجيش المصري اوامره للدفاع عن قصره ، انتصر المواطن المصري وانتصر كل عربي شريف . وكان حينها نموذج الرئيس التونسي زين العابدين الذي هرب الى السعودية ونموذج القذافي الذي قاتل بالصواريخ والطائرات والمدافع ونموذج اليمن الذي انقسم الى قبائل ونموذج سوريا الذي لم تتضح حينها معالم الصراع فيه .

عقب صدور حكم البراءة عن مبارك ، هاج الاخوان المسلمون وماجوا ، وهم العدو اللدود للجيش المصري وللسيسي ، واعتبروا ان الحكم صفعة لثورة يناير وللديموقراطية ، وقرأت ما يكتبه كتاب وصحافيون عرب يؤازرون الاخوان ويعيشون في خارج مصر ، وقد قالوا ان الحكم يثبت ان ثورة يناير قد سرقت .

حسنا ، ماذا لو ان المحكمة حكمت على مبارك ورجاله بالاعدام او المؤبد ؟ هل كان الاخوان حينها سيحترمون القضاء المصري وينصاعون له ؟ هل كانوا سيكتبون قصائد الشعر في القاضي والمحكمة والنظام المصري ؟ كلا . انها نفس النتيجة لان موقفهم من السيسي ومن مؤسسة الحكم المصرية التي أخرجوا منها موقف نمطي لن يتغير مهما كان الحكم .

اليوم ، وبما ان الحكم قد صدر ، انا ارى ان نستفيد منه في توجيه رسالة للزعماء العرب جميعا ومن دون استثناء ، سواء كانوا مسلمين او مسيحيين او اخوان او قوميون ، سواء كانت بشرتهم سوداء او بيضاء ، اننا يجب ان نعزز فكرة تسليم الحكم بهدوء وامان ومن دون دماء وانهم لن يطالهم سوء هم واولادهم وان نمسح تجربة القذافي من رؤوسهم . وان على وسائل الاعلام ان لا تصطف مع طرف دون اخر ، بل ان تقف مع الوطن .

هناك كتاب واعلاميون كانوا يكتبون عن مصر ليل نهار ويمتدحون النيل والاهرام والشوارع وميدان التحرير ، وفجأة صاروا لا يكتبون الا ضد مصر !!!!
هل تحبون مصر ام تحبون رئيس مصر ؟