السبت: 04/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

ركبوا التويوتا وذبحوا الياباني ...

نشر بتاريخ: 02/02/2015 ( آخر تحديث: 02/02/2015 الساعة: 16:14 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

التاريخ يسيل دماً احمر، وعلى مذبح الدين والوطن استشهد العلماء ومات الادباء وذبح الابرياء... وفي تاريخ الصراع الديني يتضح ان " الوحش المسيحي" أكثر عنفا من " الوحش الاسلامي " وان عدد القتلى في الحرب العالمية الثانية ( حرب بين الدول المسيحية الاوروبية بعضها البعض مثل الربيع العربي عندنا ) قتل اكثر من 60 مليون انسان اي ما يعادل 2.5% من سكان الارض، بينهم نحو 25 مليون عسكري و5 مليون اسير. ويشمل ذلك قتلى اليابان التي دخلت الحرب بكل قوة الى جانب موسيليني وهتلر .

وكما يؤكد الدكتور يوسف زيدان فان كل دين حث اتباعه على واجبة الاتباع وكل دين ينكر ويستنكر رأي الاخر، ثم يفعل كل دين ذلك بنفسه، فينشأ المذهب معادلا للدين فيصير الذي يختلف معك خارجا عن المذهب وبسهولة يجري اتهامه بالخروج عن العقيدة والدين . حتى صار الاختلاف المذهبي داخل الدين الواحد اعمق وبعد اثراً من اختلاف بين ديانتين. ورغم ان كثير من المذاهب منحول او منقول، ملقوط او مخلوط وغير مهذب ولا مشدّب. وان جذر الخلاف بين الاديان ليس عقيدة التوحيد ولا عدم الايمان بالله، وانما الاختلاف على دور الانبياء، والرسل ومهماتهم، وحول صفات الله، وان كثيرا من الامور تدخل في طور الاعتقاد والجزع فالخلاف ليس على الربوبية ولا على الرسل وانما على الخلفاء في الارض!!.

ومثلما نكلّت الكنيسة الارثوذوكسية بالعلماء الذين اتهمتهم انهم هراطقة او مثلما فعلت الكنيسة باسياد الوثنيين وعلمائهم .

تعاليم البوذية لها اكبر اتباع في العالم ، أكثر من المسيحيين ( اقل من 2 مليار نسمة ) والاسلام ( مليار ونصف نسمة ) ويقال ان عدد البوذيين في العالم قد يقارب 3 مليار نسمة، بما فيها الهند وأنحاء آسيا، والتيبت فسريلانكا، ثم إلى الصين، منغوليا، كوريا، فاليابان. وانتشرت البوذية في بلدان عديدة مثل تايلاند، كمبوديا، بورما، لاوس، ويسود مذهب "ثيرافادا" في هذه الدول، فيما انتشر مذهب "ماهايانا" في كل من الصين، اليابان، تايوان، التبت، النيبال، منغوليا، كوريا، فيتنام، وبعض الأجزاء من الهند. كما ان الهندوسية لها اتباع يقدرون بمليار نسمة في الهند ونيبال . ولا ننسى السيخ وغيرهم .

ونحن لا نحتاج كمسلمين في هذه المرحلة لاغضاب البوذيين منا ومعاداتهم ، ولا نستطيع - حتى لو اردنا - محاربة المسيحية والبوذية و" حفنة اليهود " وباقي الاديان والمذاهب . وقد كان للازهر موقفا واضحا في ادانة تحطيم تماثيل بوذا في جبال افغانستان ، كما ان ذبح الرهينتين من اليابان لن يفيد المسلمين في شيء.

وقالوا : "اطلبوا العلم ولو في الصين". ولم يُقل اذبحوا رهائن الصين والبوذيين ... فما لنا ومالهم !!!