الأربعاء: 24/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

نريد حكومة تحل مشاكلنا وليس حكومة نحل مشاكلها

نشر بتاريخ: 08/02/2012 ( آخر تحديث: 13/02/2012 الساعة: 12:36 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

كتب رئيس التحرير د. ناصر اللحام - تثبت تجارب الربيع العربي ان القيام بالتغيير السياسي يحتاج الى ادوات للتغيير - اي احزاب سياسية - وليس الى مجرد هواة على الفيس بوك وصحافيين يلهثون وراء المزيد من الاثارة والبث المباشر ، وان القيام باي تغيير من دون حزب او حركة منظمة سيؤدي الى صعود متطفلين ورعاع وقوادون سياسيون ونجوم منتفعين ومدمنون على الثرثرة ليركبوا موجة الثورة ويفشلوها او تضيع البلد وتفقد امنها لانهم غير امناء عليها وعلى انفسهم . كما تثبت التجارب ان كل مشتركي تويتر لا يغنون عن شرطي سير واحد ينظم السير في ميادين العواصم ، وان جميع المذيعين والمحللين لا يستيطعون القاء القبض على بلطجي واحد ازا انهارت اية سلطة وعم الفلتان .

ويعتبر سلوك الافراد مجرد نتاج واقع تربوي اجتماعي وسياسي ، و الحديث عن السمات العامة للمجتمع يحمل فوائد اكثر واهم من الحديث عن مهارات الافراد والقادة لا سيما واننا نتحدث عن انتخابات قادمة واختيار بين احزاب ومرشحين ، سيقولون كل ما يمكن ان يقال من اجل استرضاء الناخب ، لكن ما تحتاجه فلسطين منا الان هو اعادة تعزيز وترسيخ القيم التي اتّسم بها الفلسطينيون تاريخيا مثل الندّية والكفاءة والمنافسة والصمود والكفاح والصدق والنبل والوفاء للاصدقاء والحلفاء والنجاح والتحدي مثل تلك التي انتشرت في الانتفاضة الاولى . والابتعاد عن الخنوع والتفاوض الابدي والتلصص والاستباحة والبهلوانية والتملق والغدر والجبن والثرثرة والبطولات الزائفة والكذب .

الاهم من هذا كلّه ، كيف نقدّم انفسنا امام ذواتنا وامام العالم ! فالمطلوب من الوزراء والسفراء ان يحملوا صفات التحدي والكبرياء والشموخ من اجل فلسطين ، وطزّ في اية وزارة تتطلب النفاق وهز الذيل ، وطزّ في طوابير المسؤولين الذين ينهضون كل يوم ويفيقون في طابور الوزارات بانتظار رنة هاتف تلفون او مسج يقول لهم مبروك الوزارة ... وطزّ في كل شخص متعصب وجاهل صار مسؤولا على ظهر الانقسام ولا يزال يحارب الوفاق لانه يريد الاحتفاظ بمنصبه او سيارته او مكتبه ويعرف انه في لحظة الاتفاق والوفاق سيعود الى مجرد موظف عادي جدا من دون اية امتيازات او مهارات .

نحن بحاجة الى حكومة تحمل همومنا وليس حكومة نحمل همومها ... نحن بحاجة الى صحافيين ومثقفين في صحافة تؤمن بقيم المواطنة وليس الى وسائل اعلام منافقة ومهزوزة ... نحن بحاجة الى احزاب تحمي ظهورنا وتقودنا نحو بر الامان وليس الى احزاب تمصّ دمنا وكرامتنا ... نحن بحاجة الى معارضة تحمل البديل الاطهر والافضل وليس الى معارضة تبث الاحباط والعبث بأمن المواطن وافكاره وتكون هي اول من يلهث وراء الامتيازات ... نحن بحاجة الى مرشحين يساعدوننا ان نحل مشاكلنا الاقتصادية وليس الى مرشحين نحن نحل مشاكلهم الاقتصادية واحلامهم بالغنى وشراء منزل على البحر في غزة او فيلا في الطيرة رام الله ... نحن بحاجة الى رئيس يلعب دور الاب والقائد وليس الى رئيس يبيعنا الوهم ويلاعبنا نجوم الظهر تحت شعار الوطن والتحرير المؤزر .... نجن بحاجة الى قادة امن اقوياء لا يخشون في الحق لومة لائم وليس الى قادة امن جبناء امام الاعداء واقوياء علينا .... نحن بحاجة الى جامعات تعلمنا التفوق والبحث العلمي وليس الى معاهد تنهب جيوبنا وتعلمنا كيف نئن ونكره انفسنا لتعطينا كرتونة بكالوريوس او دكتوراة نعلقها على الحائط دون عمل ... نحن بحاجة الى أئمة مساجد يخشون الله وليس الى أئمة مساجد وشيوخ نخشاهم اكثر مما نخشى الله .