الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

نظرية الضفدعة

نشر بتاريخ: 02/05/2015 ( آخر تحديث: 02/05/2015 الساعة: 18:12 )

الكاتب: د. خالد الجواريش



 وقف عالم الأحياء أمام جمع غفير من العلماء في قاعة كبيرة ليشرح لهم "نظرية الضفدعة" التي استنتجها، حيث وضع أمامه ضفدعة على الطاولة وقال لها "اقفزي" فقفزت، ثم تناول مقصاً وقطع يدها اليمنى وقال لها "اقفزي" فقفزت ببطء، ثم قام بقطع يدها اليسرى وقال لها "اقفزي" فقفزت ببطء شديد، ثم قطع رجلها اليمنى وقال لها "اقفزي" فقفزت بصعوبة بالغة، ثم قام بقطع رجلها اليسرى وقال لها "اقفزي"؟ فلم تقفز، وأعاد الطلب فلم تقفز، فقال عالم الأحياء: لقد توصَلت إلى نظرية مفادها: " أنه إذا قمنا بقطع يدي الضفدعة ورجليها فإنها لا تسمع"!!!


وهذا ينقلنا إلى الحديث عن التفكير الناقد وكيفية توظيفه فالتفكير الناقد هو فحص وتقييم الحلول المعروضة، أو التحقق من الشيء وتقييمه بالاستناد إلى معايير متفق عليها مسبقاً، وهو تفكير تأملي مركَّز على اتخاذ قرار بشأن ما نصدَقه أو ما نفعله، ومن مهاراته: التمييز بين المعلومات والادعاءات، وتحديد مصداقية مصدر المعلومات وقوة البرهان، والتنبؤ بنتائج القرار أو الحل.


ومن خصائص المفكر الناقد:
• يميز بين نتيجة "ربما تكون صحيحة" و نتيجة "لا بد أن تكون صحيحة"، ويفرق بين الرأي والحقيقة.
• يستخدم مصادر علمية موثوقة، ويعرف بأن لدى الناس أفكارا مختلفة حول معاني المفردات.
• يبحث في الأسباب والأدلة، ويعرف المشكلة بوضوح، ويتساءل عن أي شيء غير مقبول.
• يتأنى في إصدار الأحكام، ويحاول فصل التفكير العاطفي عن التفكير المنطقي.
أما المعلم كنموذج للتفكير الناقد فهو: منفتح الذهن ويشجع الطلبة على طرح أفكارهم وتبنيها والدفاع عنها.
ويحرص على استخدام أسلوب الإقناع والاقتناع باعتبارهما أسلوبين في التعامل الاجتماعي الراقي. كما يهتم بمراعاة مشاعر الآخرين والسماح بحصول أخطاء، والتوضيح للطلبة بأن معارضة الفكرة ليس دليلاً على عدم أهميتها.