الإثنين: 13/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل تغير الشعب الفلسطيني لإثارة الفتنة فيما بينهم ؟

نشر بتاريخ: 29/12/2015 ( آخر تحديث: 29/12/2015 الساعة: 10:27 )

الكاتب: تمارا حداد

كنت اقطن في الاردن ولكن بحمد الله استطعت ان اصل الاراضي الفلسطينية ، وكانت الصورة التي ارتسمت بين ثنايا عقلي عن الشعب الفلسطيني هي صورة جميلة ، فهو شعب يعتز بعروبته وبتمسكه بأرضه وعرضه ، ويروي بدمائه الحر شجر الوطن عشقا ، ويحطم الاصفاد ، ويحمل مفتاحا لمنزل رحل منه الاجداد ، وعلى خرير دموعه تمتزج فرحته وحرقته ، وحجارته هي سلاحه الوحيد في وجه الاعداء والموت لهذا الشعب الفلسطيني هي بمثابة ولادة .

جئت الى الارض الطاهرة كنت لا اعلم ما هي التنظيمات والتكتلات والأحزاب المتواجدة في الساحة الفلسطينية . ولكن بعد قضاء اكثر من خمس سنوات على اراضي الضفة الغربية تفاجئت بصفات البعض فرأيت كل فصيل يحمل شعارات مختلفة وأهداف مختلفة عن الهدف الذي كنت اتصوره وهو تحرير الوطن . فكل فصيل يمشي حسب اجندات الممول والممول لا يهدف الى تحرير الوطن بل يدفع المال لأمور تلهي الشعب عن الهدف الاساسي . فوجود الفصائل ما هي إلا لتشتيت وحدة الشعب الفلسطيني وإضعافه والدليل انه لم يكن هناك برنامج واحد يوحدهم .

بل العكس زادت الانقسامات وزادت النزاعات حيث كنت ارى ان كل تنظيم فلسطيني لا يرى في التنظيم الآخر القيادة الجيدة والجدية في استحقاق الحقوق وتولد لي رأي اخر ( وأتمنى ان يكون رأي غير صائب ) هو ان الفلسطينيين كلما جاءهم بما لا تهوى انفسهم اطاحوا به واعدوا له الكمائن للإيقاع به .
قال تعالى " واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا ان الله شديد العقاب " . فإثارة الفتنة هي صفة من صفات اليهود ، فلماذا اصبحت تلازم بعض ابناء الشعب الفلسطيني وبالذات الذين يتقاتلون بأسماء تنظيماتهم والتي توقع الفتن . لم يكن يوما هدف الاحزاب الفلسطينية هو ابراز السيادة الشعبية والمشاركة الجماهيرية الواسعة والدليل انك عندما تذهب الى مسيرة او مظاهرة لا ترى حشدا ، لان الشعب الفلسطيني علم ان السيادة هي ليست سيادة شعب بل سيادة احزاب وأفراد .

فالنزاعات بين الفصائل حطمت العمل الجماعي والتطوعي بين افراد الشعب الفلسطيني فترى العمل الانشقاقي هو البارز بينهم . فالوجود الاسرائيلي نجح في تحطيم الخير بين اواسط الشعب الفلسطيني ونجح في اختراقه سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا لإضعافه ليسهل سيطرة الكيان على الموارد كالنفط والغاز ويبقى العالم العربي يتخبط بدمائه وحروبه فيما بينهم .

نسأل الله ان تتوحد الجهود نحو عدو مشترك بإتباع الاية الكريمة " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم ان كنتم اعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله اياته لعلكم تهتدون " .
ففلسطين هي الشعب والأرض والأم الحنون التي وهبت الحياة وأغدقت الخيرات وهي الان اسيرة محتلة ولكنها برغم الاسر والاحتلال لا تزال شامخة خضراء تنتظر ابنائها .